(بشخطة) قلم موظف تم إلغاء مشروع طريق عقبة قضى شمال غرب مدينة أبها بمنطقة عسير، بعد دراسته وتصميم مخططاته الهندسية التي كلفّت عشرات الملايين، وتم اعتماده ضمن ميزانية عام (1435-1436، وعصفت هذه (الشخطة) بآمال الكثير من أهالي منطقة عسير ومرتادي السياحة في عسير. وكان أهالي عسير قد استبشروا بتأكيد وزير النقل السابق سليمان الحمدان، لأمير منطقة عسير السابق الأمير فيصل بن خالد، حسب ما نشره عدد من الصحف، بأن عقبة قضى ضمن أولويات وزارة النقل، وذلك أثناء زيارته لمنطقة عسير للوقوف ميدانياً على مشكلات طرق المنطقة، فضلاً عن تأكيد متحدث وزارة النقل تركي الطعيمي في تصريحات صحفية سابقة، بأن الوزارة اعتمدت عقبة قضى كبديل لعقبة شعار، وأن هذا المشروع مصمم ويتم العمل عليه ويحظى بالأولوية الأولى ضمن أولويات طرق منطقة عسير، وما أكده أيضاً مدير الإدارة العامة للنقل بمنطقة عسير السابق المهندس عبدالله شويل، في تصريح صحفي نقلته صحيفة «الوطن»، بأن مشروع طريق عقبة قضى يعتبر من الطرق المهمة كطريق بديل لعقبة شعار التي تعاني من حركة سير وكثافة مرورية عالية، وأن مشروع طريق قضى لا يمر مع مناطق ذات تضاريس صعبة عدا منحدر العقبة التي لا يتجاوز طوله (10) كلم، وما نقله حساب إمارة منطقة عسير في «تويتر» باعتماد عقبة قضى رديفة لعقبة شعار، وما يؤكد أهمية هذا المشروع تحديداً هو دراسته واعتماده وتخصيص ميزانية تنفيذه بأمر ملكي. ورغم هذه الفرحة العارمة من قبل الأهالي إلا أنهم فوجئوا بأنباء إلغاء هذا المشروع واستبداله بطريق آخر لا يحقق الآمال والطموحات ولا يعالج المشكلة القائمة، حيث تبعد نقطة بدايته عن مدينة أبها وضواحيها وعدد من المحافظات بمسافة 70 كلم، وتبعد عن محافظة خميس مشيطالمدينة التجارية لمنطقة عسير بأكثر من مسافة 100 كلم، بينما مشروع طريق عقبة قضى لا يبعد عن مدينة أبها وضواحيها المستفيدة سوى ب(12) كم، ويعتبر هذا الطريق الأقرب لأهالي المنطقة والأسهل والأفضل، ويخترق منطقة سياحية خلابة، ويساهم في التنشيط السياحي والعائد الاقتصادي للدولة، بالإضافة إلى أن الأهالي الساكنين على جنبات طريق عقبة قضى القائم يعانون من وعورة الطريق وخطورته وعدم توفر الخدمات، الأمر الذي يتطلب تطويره واستخدامه في الوقت ذاته كطريق بديل لعقبة شعار. ورغم تباين الأنباء لدى أهالي المنطقة بين رواية اعتماد المشروع ورواية إلغائه واعتماد بديل آخر، إلا أنه لو تم اعتماد قرار الإلغاء فإنه قرار مؤسف، فتنفيذ هذا المشروع سيكون نقلة نوعية للمنطقة وللمملكة سواءً من الناحية الحضارية والإنسانية والاقتصادية والسياحية أو حتى العسكرية والأمنية في ظل الأوضاع الراهنة، وهو منفذ مهم من وإلى منطقة عسير لربطها بمنطقة مكةالمكرمة والمناطق الغربية والساحلية، وهو الطريق البديل المناسب لعقبة شعار، وبالتالي سيكون هذا المشروع أحد الطرق المحورية على مستوى المملكة، ويفتح آفاقاً سياحية واقتصادية كبرى على جنبات الطريق الذي يمر من مناطق سياحية فارهة في الجمال، من خلال إنشاء الفنادق والشقق والخدمات السياحية ومواكبة المستجدات الاقتصادية والسياحية والأمنية، ويختصر المسافات الطويلة التي يتكبدها زوار وأهالي المنطقة عبر طريق عقبة شعار، الذي مضى عليه نحو (40) عاماً، وكان ولا يزال خطراً يهدد حياة سالكيه، بعد أن حصد مئات الأرواح والإعاقات أكثر من ذلك. وكلنا نعلم أن عقبة شعار هي المنفذ الاقتصادي الوحيد لسراة عسير وحتى نجران وأطراف شرق وادي الدواسر، وهي الطريق الوحيد أيضاً لتمرير المواد الغذائية والبترولية التي تصل عبر ميناء جازان، وفي حال تغيير العقبة الرديفة من طريق قضى إلى طريق النخلين المقترح بديلاً عن طريق قضى المعتمد فهذا بلا شك يضاعف المعوقات، حيث ستزيد المسافة إلى أكثر من (100) كلم شمال المنطقة، وهو ما يقلل من الاستفادة من هذا الطريق وتكدس الشاحنات على طريق أبها بللحمر النماص، مما يؤكد أن المعوقات أكبر بكثير جداً من الإيجابيات، وطريق عقبة قضى يربط المناطق التهامية الواقعة شمال وشمال غرب سراة عسير بمناطق سراة عسير السراة، فضلاً عن كونه مدخل منطقة عسير من الجهة الغربية، والذي يشمل متنزه «السودة» السياحي، باعتباره كان ولا زال أكبر متنزه وطني وسياحي على مستوى المملكة، فضلاً عن كون محافظة محايل عسير مهوى عسير الشتوي، وأقصر الطرق لمكةوالمدينة عن طريق الساحل لسكان منطقة عسير قاطبة، وأطراف محافظات شرق وجنوب مرتفعات عسير.