"بدأنا نغادر الحي، والمياه زاد ارتفاعها في منازلنا، والشوارع لم تعد صالحة للاستخدام"، هكذا تحدث أهالي حي السامر الذين تهددهم كميات هائلة من المياه خلف السد الاحترازي الذي أنشأته الأمانة فوق الحي، وبدأت مياهه تتسرب، منذرين بأنه لم يعد يحتمل قطرة واحدة لينهار. المواطنون سعد الغامدي وفيصل الحربي ورجاء الوايلي، أكدوا أنهم من ساكني الحي، وأن انهيار السد ليس ببعيد، وخصوصا عند سقوط أمطار جديدة، كون السد الاحترازي الذي أنشأته الأمانة فوق حيهم لم يعد يحتمل قطرة واحدة، وبدأت مياهه تتسرب داخل شوارع الحي، مغرقة المنازل. وكشف المواطنون عن أن المياه التي تجمعت في شوارع الحي بفعل تسرب مياه السد، تزداد يوما بعد الآخر، بسبب عدم قدرة السد على مواجهة هذه الكميات الكبيرة من المياه، وتشبع الأرض بالمياه، وأنهم خاطبوا الأمانة أكثر من مرة لبحث هذه المشكلة وإزالة السد دون مجيب. وأبدى كل من ياسر الفضلي ونذير الخولي وفهد البدري استياءهم مما أسموه ب"العبث"، واصفين هذا المشروع بأنه عبث، ولا يستند إلى أسس علمية، وأن الأمانة أنشأت هذا السد، من أجل حماية الحي، ولم تقم بتصريف المياه التي تتجمع خلفه، مما جعله يهدد بكارثة أكبر من الكارثة التي وقعت عند انهيار سد أم الخير الأربعاء الماضي. وأوضحوا أن السكان اضطروا لإيقاف سياراتهم فوق الأرصفة بعد تراكم المياه في الشوارع، واستعانوا بمولدات الشفط لنزحها من داخل المنازل، وأن الأدهى منذ ذلك هو قيام الأمانة بإعادة المياه المتسربة إلى حوض السد مرة أخرى عبر صهاريج ومولدات الشفط. "الوطن" أجرت اتصالا بممثل أهالي الحي في المجلس البلدي بجدة بسام أخضر، الذي رفض الرد على الأسئلة الهاتفية، مطالبا بإرسال المطلوب بشكل رسمي على إيميله الخاص، وأنه سوف يرد في اليوم التالي، رغم المشكلات المستعجلة التي يواجهها سكان الحي، الذين اختاروه ليمثلهم، وينقل مشاكلهم لأمانة جدة. من جانبه، أكد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير نواب، أن السد الاحترازي بحي السامر، يحتاج إلى مراجعة، وإعادة نظر، كونه بني في العام 2004، مخالفا لما أوصت به هيئة المساحة، وخلوه من المواصفات القياسية، بسبب ضعف الاعتماد المالي الذي أقر له آنذاك، مما دعا الأمانة لترسيته بمواصفات أقل، بمبلغ 25 مليون ريال، للحاجة الملحة إليه، وأنه الآن يحتضمن مياها كبيرة يصل ارتفاعها من 5 إلى 6 أمتار. إلى ذلك، أكد المركز الإعلامي لأمانة جدة في بيان له أمس، أن مضخات سد السامر تعمل بكامل طاقتها، وتقوم بتفريغ نحو 140 ألف متر مكعب يومياً عن طريق 7 مضخات. وتقدر المياه المتجمعة خلف السد بحوالي مليون ونصف المليون لتر مكعب، زادت يوم سيول الأربعاء المنصرم إلى مليون و800 ألف متر مكعب. وسيجري العمل لتركيب مضخة ثامنة، وتاسعة لرفع طاقة التفريغ إلى 190 ألف متر مكعب يوميا. وأوضح البيان أنه بعد الانتهاء من تفريغ مياه السيول المتجمعة عند السد، سيتم العمل على تفريغ المياه المتجمعة خلف السد الاحترازي والتي قدرها المختصون بالأمانة وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني بحوالي 8 ملايين و844 ألفا و388 مترا مكعبا تقريباً، بارتفاع يصل إلى نحو 9.2 أمتار. وأشار البيان إلى أنه لا توجد شقوق في جسم السد حتى تاريخه، وأن المياه الموجودة غربه هي مياه جوفية، إضافة إلى وجود نبع يخرج المياه الجوفية.