توقع البنك السعودي الفرنسي أن يرتفع متوسط إنتاج المملكة اليومي من النفط بمعدل 3.4% عما كان عليه في العام الماضي ليصل إلى 8.48 ملايين برميل يومياً بزيادة 280 ألف برميل نظراً للنمو المتوقع في الطلب هذا العام بعد بوادر النمو القوي في دول آسيا والاقتصاديات الناشئة. وأوضح البنك على لسان كبير الاقتصاديين الدكتور جون أسفاكياناكيس في تصريحات إلى "الوطن" أمس أن المملكة كانت بالفعل قد بدأت بزيادة إنتاجها من النفط في شهر ديسمبر الماضي بعد تحسن الطلب في آسيا. ورغم النمو المتوقع في متوسط الإنتاج اليومي إلا أن أسفاكياناكيس أوضح أنه لا يزال أقل من المعدل اليومي خلال الفترة ما بين 2004 و 2008 عندما بلغ المتوسط 9.1 ملايين برميل يومياً. وتوقع اسفاكياناكيس أن تشهد السوق النفطية فائضا كبيرا في الفترة المقبلة بعد ظهور أنباء تفيد عدم التزام عدد من دول أوبك بحصص الإنتاج وكانت بالفعل قد بدأت في زيادة إنتاجها. وأضاف: "لا يوجد حالياً من يستهلك أكثر سوى آسيا، في الوقت الذي لا تتمتع فيه السوق الأميركية والأوروبية بوضعية جيدة للاستهلاك، مما يعني أن الكل سيعتمد على سوق واحدة للنمو، وإذا ما تباطأ فسوف يشهد الإنتاج تباطؤا". وقال اسفاكياناكيس إن الاقتصاد العالمي لن يتحمل سعر نفط فوق أو عند 100 دولار وإن هذا السعر لا بد أن ينخفض. كما رفع اسفاكياناكيس من توقعاته لمتوسط سعر النفط هذا العام إلى مستوى 82.5 دولاراً للبرميل بزيادة قدرها 3 دولارات عن متوسط العام الماضي. وكان وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي قد أوضح الأسبوع الماضي في كلمة له أن دول أوبك والمملكة قد تزيد من إنتاجها النفطي لمواكبة الزيادة في الطلب هذا العام والذي سيتراوح بين 1.5 و 1.8 مليون برميل يومياً سيأتي معظمه من آسيا والاقتصاديات الناشئة. وتوقع النعيمي أن يبلغ فائض الطاقة الإنتاجية للمملكة هذا العام نحو 4 ملايين برميل يومياً فيما توقع أن يظل إجمالي الطاقة الإجمالية الفائضة لدى منظمة أوبك عند نحو 6 ملايين برميل يومياً. من ناحية أخرى أظهرت نتائج مسح قامت به بلومبيرج نشرته أول من أمس أن إنتاج المملكة الفعلي في يناير ارتفع بمقدار 150 ألف برميل عن ديسمبر ليصل إلى 8.4 ملايين برميل يومياً. وقالت في المسح الذي شمل شركات نفطية ومحللين ومنتجين إن إنتاج أوبك الفعلي في يناير الجاري ارتفع بمقدار 210 آلاف برميل يومياً عن ديسمبر بعد أن ضخت المملكة 150 ألف برميل يومياً إضافية هذا الشهر فيما ضخت العراق 160 ألف برميل. وأظهرت بيانات أوبك لشهر يناير 2011 أن إنتاج المملكة ارتفع بمعدل 62.400 برميل في شهر ديسمبر الماضي عن نوفمبر ليصل إلى 8.3 ملايين برميل يومياً، وهو ما يعني أن المملكة تجاوزت حصتها اليومية المتفق عليها في أوبك بنحو 250 ألف برميل. وجاءت الزيادة في إنتاج المملكة مماثلة لما يحدث من باقي دول المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها، حيث ارتفع الإنتاج في كل الدول في ديسمبر لتعويض تراجع الإنتاج بصورة طفيفة في كل من إيران والإكوادور وأنجولا التي انخفض الإنتاج فيها بنحو 102,900 برميل يومياً. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمملكة من النفط 12.5 مليون برميل يومياً إلا أن إنتاج المملكة منها لا يبعد كثيراً عن 8.05 ملايين برميل يومياً وهو معدل الإنتاج الذي التزمت به منذ عام 2008 مع باقي دول أوبك تحت نظام الحصص والذي ساهم كثيراً في استقرار الأسعار وهبوطها في غضون أشهر بعد وصول سعر برميل النفط إلى مستوى تاريخي عند 147 دولاراً في يوليو 2008. وفي العام الماضي أنتجت المملكة 8.19 ملايين برميل يومياً في المتوسط أي ما يعني أن المملكة أنتجت 65.5% من إجمالي قدرتها الإنتاجية من النفط. وحافظت المملكة على طاقة إنتاجية احتياطية بنحو 4 ملايين برميل في العام الماضي. وكان رئيس شركة أرامكو السعودية خالد الفالح قد أوضح في تصريحات في مونتريال في سبتمبر الماضي خلال مؤتمر البترول العالمي أن المملكة ستزيد من إنتاجها في الأشهر الأخيرة من العام الماضي وخلال العام الجاري كذلك نظراً لأن الطلب في آسيا بدأ في التحسن. وقال الفالح حينها: "إن التوسعة التي قامت بها المملكة في طاقتها الإنتاجية كانت مكلفة، وبقاء جزء كبير من الطاقة الإنتاجية في الأرض أمر مكلف للمملكة كذلك". وبالرغم من إعلان أوبك عن مستويات إنتاج دولها الأعضاء والتي غالباً ما تفوق الحصص المتفق عليها، إلا أن العديد من الجهات الدولية والمنظمات تشكك في صحة هذه البيانات.