أُعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أمام قيادة "تيار المستقبل" أمس، وأوضح الحريري "ليس هناك من ورقة أو بنود تتصل بعمل المحكمة الدولية وعلاقتها بالدولة اللبنانية جرت المصادقة عليها أو توقيعها، وأفترض بكل موضوعية أن هناك فرقاً كبيراً بين التداول بأفكار معينة وبين التوقيع أو المصادقة على هذه الأفكار، وعلى أي حال ما جرى تداوله نسحبه من التداول ويبقى الحال على حاله". وأكد الحريري "إن خروجه من السلطة جاء محصّلة لأمر عمليات خارجية وهو محاولة مُحكَمة للعودة بعقارب الساعة إلى الوراء وفرض رؤساء الحكومات وسائر الرئاسات بقوة التدخل الخارجي والترهيب الداخلي". وأكمل "أن تيار المستقبل مسؤول بكل قطاعاته الشعبية والتنظيمية والتنفيذية، عن حماية السلم الأهلي ومقتضيات العيش المشترك بين جميع اللبنانيين، ودعا إلى عدم الانزلاق إلى الخطاب السياسي الفئوي أو المذهبي. ويأتي موقف الحريري في وقت يتوقع أن يعقد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي اجتماعا خلال 48 ساعة مع قادة في قوى 14 آذار قد يكون على رأسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لمعرفة القرار النهائي حول المشاركة في الحكومة أو عدمها. وقالت مصادر مواكبة لعملية التأليف الحكومي إن هذا الاجتماع لن يحسم الموقف نهائيا لكنه محاولة لمد اليد باتجاه قوى 14 آذار ومناقشة هواجسها من المسائل الخلافية المعقدة. ونقل عن ميقاتي أمس أنه يأمل "أن تتشكل حكومة تشمل أكبر قدر من اللبنانيين"، ولفتت المصادر إلى "أن اجتماعات ميقاتي مع الرئيس ميشال سليمان ستبقى مفتوحة" وهي بدأت أمس حيث أطلعه على "تصوّر أولي مع بعض الأسماء" للحكومة المقبلة. وفيما غادر ميقاتي بعد لقائه سليمان في القصر الجمهوري دون الإدلاء بتصريح، قال مصدر قريب منه إن "الاتجاه الغالب هو أن تضم الحكومة بين 24 إلى 30 وزيراً، على أن تكون سياسية مطعمة بتكنوقراط". وأضاف المصدر أن "ميقاتي يأمل في إنجاز التركيبة الحكومية بسرعة لكنه لن يكون متسرعاً نظراً إلى أن الاتصالات مستمرة مع ممثلي الكتل المختلفة لتأمين أكبر مشاركة ممكنة في الحكومة". في هذا الوقت قال رئيس كتلة نواب حزب الله النائب محمد رعد إنه "ليس لنا خصم في الداخل ولا في الخارج، فعدونا الوحيد هو العدو الإسرائيلي"، مؤكدا أنه "ما زلنا نمد أيدينا للتعاون والمشاركة حتى مع الذين ضلوا الطريق، ولذلك نحن طالبنا وما زلنا نطالب وندعو إلى أخذ فسحة من الوقت من أجل تشكيل حكومة شراكة وطنية". من جهة أخرى، نظم المئات من المصريين العاملين في بيروت تظاهرة غاضبة باتجاه السفارة المصرية شارك فيها تجمع من اللبنانيين. وسارت في العاصمة مسيرة نسائية تتضامن مع الشعب المصري وتطالب بوقف قمع المتظاهرين. وقطع المتظاهرون طريق منطقة الكولا باتجاه المطار وسط حضور أمني كثيف لحماية السفارة المصرية.