تعدّ هذه المهنة الركيزة الأساسية في تقدم الأمم وسيادتها، وقد استمرت النظرة الإيجابية للمعلم حتى وصلت للنظرة الحديثة التي تتمثل بأنه من يقوم بإعداد أجيال الأمة، وتربية رجال المستقبل ليقوموا بوظائف البلاد، وينهضوا بحضارتها ويحملوا رسالتها، لقد كان الأساس والمرتكز وحجر الزاوية. المعلم عضو مؤثر في مجتمعه، تعلق عليه الآمال في التقدم المعرفي والارتقاء العلمي والإبداع الفكري والإسهام الحضاري، فكلما زاد تقدم الأمم الحضاري والتقني وشتى المجالات زادت أهمية ودور المعلم على مر العصور، فالمعلم يمثل عددا من الأدوار، ومن أهمها المعلم كمصدر معرفة، المعلم كراع شامل للطلاب، المعلم كخبير في مهنة التدريس والتعليم، المعلم كمرشد نفسي، المعلم كنموذج، المعلم كعضو في مهنته، المعلم كعضو في المجتمع وشريك قوي في جميع الاتجاهات المجتمعية. المعلم يرسخ مفهوم المواطنة لدى طلابه، ولكل من هذه الأدوار آلية وأهمية تنعكس سلبا أو إيجابا على الطلاب والمجتمع والبلدان والثقافات والحضارات بأكملها. المعلم موضع تقدير المجتمع واحترامه، وهو لذلك حريص على أن يكون في مستوى هذه الثقة وذلك التقدير، ويحرص على ألا يؤثر عنه إلا ما يؤكد ثقة المجتمع به واحترامه له. المعلم عضو مؤثر في مجتمعه، تعلق عليه الآمال في التقدم المعرفي والارتقاء العلمي والإبداع الفكري والإسهام الحضاري، ونشر هذه الشمائل الحميدة بين طلابه. معلمنا يكفيك أن أسمى ما تعتز به تلك المودة والمحبة، وذلك الاحترام والتقدير والوفاء الذي تحظى به أينما اتجهت وحيثما حللت من طلاب الأمس الذين أصبحوا رجال اليوم. وتذكر أن من يجلسون أمامك -الآن على مقاعد الدراسة- هم رجال الغد المشرق وبناة المستقبل الزاهر، إن شاء الله، واعلم أنك وسام على صدور هؤلاء الطلاب. فأنت كما قال الشاعر: يا صانع الأجيال ما كنت لنا/ من غير صنعك رايةً بيضاء لولاك ما كان الخطيب مفوهاً/ ولما تغنى في الهوى الشعراء وختاما نهدي لكل معلم ومعلمة عظيم الشكر، ووافر التحايا وخالص الدعاء.