قتل خمسة أشخاص وجرح اثنان آخران في ضربة جوية نفذها في وقت متأخر من ليل أول من أمس الجيش اليمني عن طريق الخطأ ضد أهداف لتنظيم القاعدة بمحافظة مأرب شرقي صنعاء. وكان من بين القتلى نائب محافظ مأرب وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة جابر الشبواني، بالإضافة لعدد من مرافقيه وهم شقيقه عبدالعزيز، ومحمد سعيد جميل شقيق أحد المطلوبين للسلطات الأمنية، وعبدالمجيد سعيد عنيج الشبواني وعزيز الذماري، في حين جرح كل من فهد جابر حسن الشبواني وفهد سعود الشبواني. وبعد الحادثة اندلعت مواجهات مسلحة بين قوات الجيش وقبائل عبيدة التي ينتمي لها الضحايا، فيما وجه الرئيس علي عبدالله صالح بتشكيل لجنة تتولى التحقيق في الحادثة. وأكدت مصادر محلية بمحافظة مأرب أن طائرة بلا طيار هي التي نفذت العملية عندما كان المسؤول المحلي في طريقه للالتقاء بعدد من عناصر القاعدة في مهمة وساطة لتسليم أنفسهم للسلطات الأمنية، إلا أن مصادر رسمية نفت ذلك، وقالت: إن الضربة كانت بواسطة مروحيات تابعة للجيش، وإنه وقع خطأ في تنفيذ الضربة. وتحدثت أنباء عن سقوط قذائف على مبنى محافظة مأرب، فيما صدت قوات الجيش المئات من رجال القبائل الذين حاولوا اقتحام معسكر الدفاع الجوي وقيادة المنطقة العسكرية بالمجمع الحكومي في مدينة مأرب، بالإضافة إلى السيطرة على القصر الجمهوري بعد نشر عشرين دبابة في محيط القصر، قبل أن تقوم مجاميع أخرى بتفجير أنبوب نفط بمنطقة كيلو 45 بمنطقة عرق آل شبوان ومحطتي بترول في مأرب. واستمرت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة طوال مساء أول من أمس وصباح أمس قبل أن تبدأ وساطات قبلية لاحتواء الموقف بعد تشكيل الرئيس اليمني لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث.. كما عبرت اللجنة الأمنية العليا عن أسفها للحادث الذي أودى بحياة المسؤول المحلي بمحافظة مأرب. ووسط حضور كثيف من رجال القبائل في مأرب دفن الضحايا في وقت عقدت قبائل عبيدة اجتماعا لجميع مشايخها لتدارس آلية الرد على الحادث. وسبق لقبائل عبيدة التي ينتمي إليها الشبواني أن توعدت باستهداف جميع المصالح الحكومية بمأرب ردا على مقتله. وكان الشيخ الشبواني هو الشخصية الحكومية التي وقعت أول اتفاقية تنموية مع الحكومة الأمريكية عقب حادث الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأمريكية بصنعاء في رمضان الماضي. وتضمنت الاتفاقية إنشاء مدرسة نموذجية للتعليم الأساسي بمركز محافظة مأرب. ولقيت الحادثة استنكار الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود"، حيث أشارت في بيان إلى أن "قتل المواطنين بالطائرات الأمريكية خارج أحكام القضاء وتحت مسمى أن القتيل مطلوب أمنيا يعتبر تخليا عن سيادة اليمن في بسط نفوذها على إقليمها ومشاركة في جريمة ضد الإنسانية". واعتبرت أن ما "جرى أمس بحق أمين محلي مأرب جابر الشبواني وخمسة من أسرته ومرافقيه تتويج للاستلاب اليمني والاستسلام للإرادة الأمريكية". وأضاف البيان أن ما جرى عمل "لا يمكن أن يتم بعيدا عن الملاحقة الأمنية الأمريكية لمواطنين يمنيين سمحت الحكومة اليمنية بل وشاركت في قتلهم خارج القضاء لشبه تظنه في اللقب بين الشبواني الذي أعلنت الحكومة اليمنية مقتله في وقت سابق ثم تبين أنه مازال على قيد الحياة وتدعي بأنه مطلوب أمنيا بتهمة الاشتباه بانتمائه لتنظيم القاعدة". ونفت مصادر محلية بمحافظة مأرب أن تكون هناك صلة بين الشيخ الشبواني وعايض الشبواني المطلوب للسلطات الأمنية بتهمة الانتماء إلى القاعدة. وقالت إن ذلك "مجرد تشابه في الأسماء"، وأن ما يجمعهما هو انتماؤهما لقبيلة عبيدة. وكانت السلطات الأمنية اليمنية قد أعلنت في وقت سابق عن مقتل عايض صالح الشبواني الملقب ب " أبي صالح" باعتباره أحد عناصر القاعدة، إلا أنه اتضح فيما بعد أنه لم يقتل. وعايض الشبواني مولود بمنطقة الخشعة بمأرب عام 1984، ويعد من وجهاء القبائل المعروفة في منطقة عرق آل شبوان إحدى بطون قبلية عبيدة ويحظى بشعبية كبيرة في منطقته. ولم يلتحق عايض الشبواني بالقاعدة، لكنه ونظرا لإسهاماته في دعم الفارين من عناصر التنظيم أدرج اسمه ضمن قائمة سوداء وصنف أمنيا في سجلات الداخلية اليمنية بأنه أحد عناصر التنظيم. وقد تعرض عايض الشبواني في 20 يناير الماضي لهجوم جوي استهدف مزارع تابعة لقبيلة عرق ال شبوان نجا منه بأعجوبة قبيل أن تصدر الداخلية اليمنية بيانا أكدت فيه مصرعه، وهو ما ثبت عدم صحته. وكان آخر ظهور لعايض الشبواني في مراسم أقيمت بمناسبة زواج أحد وجاهات القبيلة وبعدها اختفى الرجل الذي تحول إلى أحد أبرز المطلوبين على خلفية الانتماء لتنظيم القاعدة.