في ظل السعي الحثيث نحو التميز وامتلاك المعرفة والتقنية والترفيه بكل أطيافها وتفاصيلها، كشفت الشركة الأمريكية العملاقة وصاحبة أقوى محرك بحث على شبكة الإنترنت "جوجل" عن عزمها إطلاق تلفاز ذكي باعتباره خدمة جديدة تجمع بين تصفح الإنترنت ومشاهدة قنوات التلفزيون العادية، من خلال تحويل التلفزيونات إلى شاشات حاسوب عملاقة لتصفح مواقع الإنترنت. المشروع المستقبلي الجديد، هو عبارة عن جهد مشترك بين كل من "جوجل" وشركة "إنتل"، وشركة "سوني"، وشركة "لوجيتك إنترناشونال"، ومن المزمع أن يتم الكشف عن تفاصيله كاملة للمرة الأولى في مؤتمر علمي متخصص لم يحدد موعده بعد في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، بحضور أكثر من 3 آلاف مطور وخبير في قطاع البرمجيات. ويشير الرئيس التنفيذي لشركة "إنتل" بول أوتيليني إلى أن هذه الخطوة ستكون أكبر تطوير للتلفاز منذ انتقال هذا الجهاز إلى نظام البث بالألوان الطبيعية. معتبراً أن "جوجل" استطاعت تنفيذ سلسلة من عمليات البحث في الإنترنت، وأن النتائج تؤكد أن النظام الجديد سيجعل تلفاز الإنترنت أبسط وأكثر جاذبية. ويرى أوتيليني أنه يمكن أيضا تصغير بث حدث رياضي إلى “صورة داخل صورة” كي يستطيع المشاهد النظر إلى الإحصاءات أو أي مادة أخرى عن هذا الحدث، كما بإمكان مستخدمي الجهاز إجراء طلبات بحث بالتحدث من خلال جهاز تحكم عن بعد يعمل على نظام التشغيل الآلي ل "جوجل". وبدورها كشفت شركة سوني أنها ضمن هذا المشروع المستقبلي المشترك ستتولى تصنيع أجهزة التلفاز المخصصة لهذا النوع من التكنولوجيا المطورة، وهو الأمر الذي سيمنحها منتجا جديدا يمكن أن يتفوق على التلفزيونات الأخرى المسطحة الموجودة في الأسواق. وستستخدم الشركة معالجات دقيقة (مايكروبروسيسرز) من شركة إنتل إضافة إلى شرائح دقيقة جدا ستعمل بمثابة عمل الدماغ بالنسبة للتلفاز، وهي معالجات سبق أن استخدمت في صناعة الحواسيب المحمولة المعروفة باسم "نوتبوك"، لكنها أكثر دقة وتطوراً، وبعضها متناه في الصغر. وسيتم من حيث المبدأ استخدام تلفزيون "سوني" لاحتوائه على نظام التشغيل عالي الدقة، كما يطمح القائمون على المشروع إلى إمكانية الاندماج مع "سوني بلايستايشن" يوما ما، ليصبح نظاما واحدا. وبموجب هذا المشروع المستقبلي ستوفر "جوجل" البرمجيات بما في ذلك نظام أندرويد ومتصفح الويب المعروف باسم كروم، في حين ستوفر شركة "لوجيتك إنترناشونال" أجهزة تحكم عن بعد ولوحات مفاتيح لاسلكية. من جانبه، قال ريشي شاندرا، مدير المشاريع في "جوجل": سيسمح تلفزيون "جوجل" للمستخدمين بالبحث عن أنواع مختلفة من المحتوى التلفزيوني، بدءا من البرامج، وحتى المحطات. وتتشابه طريقة البحث هذه مع تلك التي يستخدمها محرك بحث "جوجل"، إذ يمكن للمستخدم مشاهدة نتائج البحث على شاشة الكمبيوتر أو شاشة التلفاز". وقد أعلن شاندرا أن المعدات الخاصة للحصول على تلفزيون "جوجل" سيتم بيعها الخريف المقبل، إلا أنه لم يعلن عن أسعارها النهائية. وسبق أن أعلنت "جوجل" أن هذه الخدمة الجديدة ستكون متاحة في الأسواق العالمية بحلول عام 2011. متوقعة أن يتم بيع عشرة ملايين وحدة من هذه الأجهزة. وأكد شاندرا أنها ستتم مراعاة تخصيص وصلات تربط بين موقعي "تويتر" و"فيسبوك" وأن يتم توظيفها تقنياً لتلقي البرامج وبث ردود أفعال المشاهدين على ما يعرض من برامج على تلفزيون "جوجل" المستقبلي.