في أمسية شعرية بأحدية مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أحياها الشاعر المكي مصطفى زقزوق مساء الأحد الماضي، انعكست الطبيعة الثقافية المكية، حيث لم يكف جميل مرزا كبير الكتبيين السعوديين عن التعليق على عادة أهل مكة في الأمسيات الحميمية التي يعتبرون فيها أن جميع من في المكان هم من خلانهم. وما إن بدأ الشاعر في إلقاء قصائده بحضور نخبة من الشخصيات من بينهم الدكتور أنور عشقي والدكتور محمد خضر عريف والدكتور يوسف العارف والدكتور المهندس حسن حجرة، وعدد من الشعراء والإعلاميين والأكاديميين، حتى بدأ مرزا وهو يتكئ على عكازته الشهيرة بتمرير تعليقاته على قصائد الشاعر. وبدأت الأمسية بتقديم الشاعر كأحد بقية الرواد حيث وصفه الدكتور عشقي بأنه شاعر يذكرنا بالشعراء العذريين الذين يصفون من دون فحش، مذكراً بأن الكثير من الشعراء السعوديين لم يأخذوا حقهم في النقد والمتابعة. وألقى الشاعر عددا من قصائده الوطنية والوجدانية مركزاً على علاقة الإنسان بمحيطه من بشر وطبيعة بلغة متفائلة وبروح رومانسية. ووصف الأستاذ في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد خضر عريف قصائد زقزوق بأنها البقية الباقية من جيل الرواد، وقال: إن شعراءنا في المملكة يستحقون أن يتابع شعرهم، مذكراً بأن حمزة شحاتة لم ينصفه الزمان وهو لا يقل مكانة عن حافظ وشوقي، وأضاف الدكتور عريف أن الجامعات السعودية تشجع طلبة الآداب على تناول الشعر السعودي والحجازي منه على وجه الخصوص في أبحاثهم ودراساتهم. وألقى الدكتور عريف عددا من قصائده ومنها قصيدته "أمنا أمريكا" كما ألقى الدكتور يوسف العارف شيئاً من قصائده عن جدة والبحر وبعض قصائد الإخوانيات، وبحضور الشاعر سعد الرفاعي القادم من ينبع طلب إليه عريف الأمسية إلقاء بعض قصائده، وكرت مسبحة الشعراء حتى خلنا أنه لا يوجد غير الشعراء في هذه الأمسية بمن فيهم راعي الأحدية الدكتور أنور عشقي الذي كشف عن وجود مجموعة شعرية صدرت له منذ سنوات، وقرأ منها جزءاً من قصيدة طويلة، كما ألقى أحد الحضور قصيدة لفاروق جويدة تتشكي من حال العرب، كما انتهز آخرون الفرصة لإلقاء قصائدهم في هذه المناسبة التي انتهت قريباً من منتصف الليل.