بسم الله مجراها ومرساها أقود على الطريق الدائري ضمن السرعة المحددة خوفا على سلامتي وسلامة جيبي أن ترصدني إحدى عدسات ساهر، إذ إنه دونما سابق إنذار استطعت النجاة بسلام والحمد لله بعدما اجتزت 16 مطبا صناعيا ألحقت الضرر بسيارتي المتواضعة بعدما غطى الجسم (مادة سوداء بترولية) أسفل العربة مما اضطرني لدفع 20 ريالا إضافيا ذلك اليوم محاولا غسل آثار ذلك من سيارتي، كان آخر شيء قرأته بعد تلك المناورة المخيفة "نأسف لإزعاجكم ونعمل من أجلكم" وعلم أحمر يرفرف معلنا نهاية أعمال الطريق كل يمر بمثل هذه التجربة يوميا تقريبا. في بداية (القرن التاسع عشر) تم بناء نفق يصل بين لندن وباريس يخترق جبالا وبحارا في غضون 5 سنوات يستوعب النفق حركة أكثر من 400 قطار حتى أصبح خط النقل هذا صرحا تقاس به حضارتهم، فما بال الحضارات تقاس في الدول الأخرى بمدى تطور العمران وبراعة إنشاء البنية التحتية للخدمات والمواصلات وما بالنا أوجدنا لحضارتنا مقاييس أخرى من عربات جر وحفر ومطبات صناعية تجدها كلما سار بك الطريق مستقيما مسافة 1 كلم على جنبات الطريق وختامها لافتة تعتذر. ننتظر بشغف ويطول انتظارنا لسنوات وسنوات نتحمل فيها الزحام ودوار الرأس من تعدد التحويلات وضيق الممرات لكي ينتهي مشروع نفق أو كبري بسيط ولا تلبث الفرحة أن تتم لمدة شهر أو شهرين حتى تتحول المسارات الثلاثة أو الأربعة إلى مسار واحد ضيق. أتمنى لكل مواطن متنقل سلامة الوصول وأن يكفيه الله شر الزحام و مفاجآت الطريق.