أكدت المملكة العربية السعودية أنها تقف على إرث عظيم من المبادئ والثوابت، التي ترتكز عليها سياستها الخارجية، وعلى رأسها الاتجاه الدائم نحو الحلول السلمية للنزاعات، واعتماد جهود الوساطة التي تشاركها سمو الهدف وسلامة المقصد، مشيرا إلى اتفاق السلام، الذي أبرم في مدينة جدة مؤخرا برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بين دولتي إثيوبيا وإريتريا، والذي أنهى أطول نزاعٍ شهدته القارة الإفريقية، وكذلك رعايتها للاجتماع التاريخي بين قادة دولتي إريتريا وجيبوتي، بعد قطيعة استمرت 10 سنوات، خيرُ دليلٍ على الدور السياسي المسؤول، الذي تجسده بلادي لتعزيز الأمن والسلم الدوليين. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها أمس، وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال73 في مدينة نيويورك. وتطرق الوزير الجبير إلى القضية الفلسطينية، معتبرا أنها القضية المحورية للسعودية وللعالم الإسلامي، مُنطلقة في ذلك من إيمانها بالحق الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، استنادا على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
الميليشيات الحوثية أشار الوزير الجبير إلى مواصلة ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع والمنشأ تجاه مدن المملكة، حيث بلغ عددها 199 صاروخا، بالإضافة إلى أنشطتها المزعزعة لأمن وسلامة الملاحة البحرية في منطقة باب المندب والبحر الأحمر. وقال «إن بلادي تجدد التزامها تجاه أهمية الحل السياسي للوضع في اليمن، على أساس المرجعيات الثلاث: (المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216). كما أننا مستمرون في تقديم وتسهيل كافة الأعمال الإنسانية، لتخفيف المأساة التي يعيشها الشعب اليمني الشقيق، ودعم الاقتصاد حيث كان آخرها وديعة بمقدار ملياري دولار، أمر بها خادم الحرمين الشريفين للبنك المركزي اليمني، ليصل إجمالي الدعم الإنساني، الذي قدمته المملكة خلال الأربع سنوات الماضية لليمن أكثر من (13) مليار دولار.
مكافحة الإرهاب ومقاطعة قطر وذكر الوزير الجبير، أن الإرهاب والتطرف من أهم التحديات التي تواجه العالم بأسره، مبينا أن جهود المملكة في هذا الشأن واضحة ٌ للجميع، فقد أنشأت بلادي مؤسسات تُعنى بمحاربة التطرف والإرهاب، وهي: المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال»، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ومركز الأممالمتحدة الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي تبرعت بلادي له بمبلغ 110 ملايين دولار. وأضاف أنه في ظل جهودنا الحازمة والمستمرة لمكافحة الإرهاب، قامت السعودية ومعها دولة الإمارات ومملكة البحرين ومصر، بمقاطعة قطر، فلا يمكن لدولة تدعم الإرهاب وتحتضن المتطرفين، وتنشر خطاب الكراهية عبر إعلامها، ولم تلتزم بتعهداتها التي وقعت عليها في اتفاق الرياض عام 2013م واتفاق الرياض التكميلي عام 2014، أن تستمر في نهجها، مبينا أن قطر تمادت في ممارساتها، وهو ما جعل من مقاطعتها خيار لا مفر منه.
عدوانية إيران ولفت إلى مواصلة إيران أنشطتها الإرهابية وسلوكها العدواني، وتعرب المملكة عن دعمها للاستراتيجية الأميركية الجديدة للتعامل مع إيران، بما في ذلك الجدية في التعامل مع برنامجها النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية، ودعمها للإرهاب. وقال «إن المملكة تؤمن أن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، يتطلبُ ردع إيران عن سياساتها التوسعية والتخريبية. لقد قامت إيران بتشكيل الميليشيات الإرهابية المسلحة، وتزويدها بالصواريخ الباليستية، واغتيال الدبلوماسيين، والاعتداء على البعثات الدبلوماسية، فضلا عن إثارة الفتن الطائفية، وتدخلها في شؤون دول المنطقة.
سورية وليبيا عبر الوزير الجبير عن تطلع المملكة إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري، ليعيش آمنا في أرضه، مؤكدا على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن (2254)، والوصول إلى الحل السياسي وفق مبادئ إعلان (جنيف 1) كذلك دعم المملكة للشرعية في ليبيا، واتفاق الصخيرات، لحل الأزمة الليبية. وأشار إلى أن المملكة تعتبر من أكبر الدول المانحة على صعيد المساعدات الإنسانية والتنموية، حيث بلغت نسبة المساعدات المقدمة من المملكة (3.7%) من الناتج المحلي السعودي، متجاوزة بذلك النسبة المقترحة من الأممالمتحدة والبالغة (0.7%) .
الإنسان محور التنمية وأوضح الوزير الجبير أن حكومة المملكة جعلت الإنسان محور التنمية، ومن خلال رؤية المملكة (2030) فتحت المملكة أبواب المستقبل لمواطنيها، وعملت على تمكين الشباب والاستفادة من إبداعاتهم، وتوظيف تقنيات العصر لخدمة التنمية، وجعل بلادنا بيئة استثمارية رائدة، وللمرأة في المملكة حضور مؤثر في كافة المجالات، وتمكينها هدفنا لتحظى بفرصتها الكاملة، للمساهمة في التنمية. من جهة أخرى، استقبل الوزير الجبير في نيويورك أمس رئيس الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية الدكتور نصر الحريري، وجرى خلال الاستقبال بحث المستجدات على الساحة السورية، وسبل تحقيق تطلعات الشعب السوري.
من كلمة المملكة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة السعودية تقف على إرثٍ عظيم من المبادئ والثوابت التي ترتكز عليها سياستها الخارجية ميليشيات الحوثي الإرهابية الإيرانية تواصل إطلاق الصواريخ الباليستية تجاه مدن المملكة المملكة تجدد التزامها تجاه أهمية الحل السياسي للوضع في اليمن مستمرون في تقديم كافة الأعمال الإنسانية لتخفيف المأساة التي يعيشها الشعب اليمني
الإرهاب والتطرف من أهم التحديات التي تواجه العالم بأسره عرب المملكة عن دعمها للاستراتيجية الأميركية الجديدة للتعامل مع إيران