بدأ سباق محموم بين الانفجار ومحاولات تأجيل الاستشارات النيابية لاختيار رئيس للحكومة اللبنانية الجديدة المقررة اليوم في قصر بعبدا، وسط تصاعد غير مسبوق بين الأكثرية والمعارضة. فيما راجت معلومات في بيروت ولدى مصادر دبلوماسية أوروبية أن المعارضة تتجه لتسمية النائب نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة الجديدة للحؤول دون إحداث كسر عظم مع الرئيس سعد الحريري وتيار الأكثرية، أعطى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مجالا لتأجيل الاستشارات النيابية المقررة اليوم بعدم تأكيده حصولها. وفي كلمة له مساء أمس قال: بعد صدور القرار الظني لن نخضع لخيارات سياسية مفروضة علينا ولا قابلية للمفاوضة ولا تنازلات والبحث عن مخارج بالنسبة إلى القرار الظني أو المحكمة. وفي ما يتعلق بالتطورات السياسية المحلية وموقف النائب جنبلاط توجه بالشكر له لوقوفه إلى جانب سوريا والمقاومة، وأكد: "نحن في المعارضة في حال فوز من ندعمه سنطالب الرئيس المكلف بحكومة مشاركة وطنية ولا ندعو إلى حكومة لون واحد ولا نريد إلغاء أحد أو إلغاء أي تمثيل، وقال: "الحكومة الجديدة يجب أن تكون متعاونة ولا تتصرف بكيدية. لن يمس تكليف معارض بمصالح وامتيازات الطائفة السنية ونحن حريصون على هذا الجانب. وأكد أن هناك إساءات للرئيس عمر كرامي ودان مواقف سمير جعجع. وقال إن كرامي لم يتصل بأحد ولم يطلب توليه رئاسة الحكومة، وأبلغني أنه إذا كان لدينا خيار آخر غيره فهو يفضل ذلك. واعتبر أن الحديث عن اغتيال سياسي للحريري هو ترهيب متسائلا عن الاغتيال السياسي للمقاومة عبر القرار الظني. وقالت مصادر مقربة من الرئيس اللبناني ميشال سليمان ل "الوطن" إن اتصالات قطرية فرنسية وبموافقة سعودية تنشط على خط دمشقبيروت لتأجيل الاستشارات من أجل ترتيب صيغة توافقية لا تكسر المعارضة ولا الأكثرية. وقال مسؤول في المعارضة ل "الوطن" إن المعارضة لم ترغب في الوصول إلى هذه النقطة المتفجرة، وإنها قدمت الكثير للرئيس سعد الحريري من أجل التوافق على المشروع السعودي السوري قبل تسليم القرار الظني إلى قاضي الإجراءات التمهيدية إلا أنه رفض وأهدر الفرصة تلو الفرصة. وأضاف أن الحريري يعرف ما عليه القيام به للخروج من الوضع الحالي والمعارضة مرتاحة إلى أنها تسلك كل الطرق الدستورية. وفي هذا السياق وبعد المحادثات القطرية السورية التي جرت أول من أمس في دمشق توجه المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي لأمين عام "حزب الله" حسين الخليل إلى دمشق لاستطلاع ما هو مطروح خصوصا وسط حديث عن وجود مبادرة فرنسية قطرية لتأجيل انفجار الصراع. وفي هذه الأجواء أشار عضو "كتلة المستقبل" النيابية نهاد المشنوق إلى أن لديه "إحساسا أن المساعي لتأجيل الاستشارات النيابية ستنجح، على الرغم من أن الكثير من المساعي السابقة لم تنجح". ورأى المشنوق أن "الحديث الذي يجري الآن هو حديث انقلاب وليس مشاورات طبيعية، كل الأحداث التي جرت هي لإفهام من لا يفهم أننا مستعدون للقيام بخيارات عسكرية كبرى". من جانبه، أطلق مجلس المفتين في لبنان تحذيرا من تجاهل الأكثرية السنية والأكثرية النيابية، وحذر أيضا من "مغبة الانزلاق إلى مخاطر اللجوء إلى حكومة مفروضة بوسائل الاستقواء والضغط والإرغام". وكان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم أعلن أمس أن التشكيل المحتمل لحكومة لبنانية يقودها حزب الله سيكون "تطورا خطيرا جدا جدا، لأنه سيكون لدينا في الواقع حكومة إيرانية على الحدود الشمالية لإسرائيل". وتابع أن إيران "تستخدم حزب الله في إطار استراتيجية تهدف إلى إنشاء إمبراطورية فارسية جديدة عبر تطوير السلاح النووي والسيطرة على الشرق الأوسط ومنابع النفط وتدبير ثورات على الأنظمة القائمة". وفي دمشق، أعلن مصدر رسمي أن الرئيس بشار الأسد سيجري مباحثات اليوم مع وزير الخارجية الإيراني بالإنابة علي أكبر صالحي حول الأزمة اللبنانية. كما ذكرت مصادر قطرية أن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني التقى الرئيس الأسد, في حين لزمت وسائل الإعلام الصمت أو التصريح عن هذه الزيارة.