كشف وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد الخشيم، أن الوزارة قررت إيقاف بناء المستشفيات ذات ال50 سريراً لعدم إدارتها بشكل جيد ورفض الاستشاريين العمل بها، مشيراً إلى أن هذه المستشفيات تعمل بطاقة 25% فقط من استيعابها، وقال إن الوزارة رصدت 200 مليون ريال لشراء 600 سيارة إسعاف جديدة. وقال الخشيم خلال ورشة عمل "آلية تحويل الحالات الإسعافية الطارئة"، التى أقيمت بمنطقة الرياض أمس، إن نظام الإحالة للمرضى من الأطراف إلى المراكز الرئيسية معقد ويحتاج إلى تطوير وتعديل كبير، مبيناً أن الشغل الشاغل للوزارة حاليا هو كيفية إحالة المرضى، خصوصاً الحالات الطارئة وهي الركيزة الأساسية للمشروع الوطني للرعاية الشاملة والمتكاملة ووجود جميع التخصصات في المناطق. وأضاف الخشيم أن سرعة التحويل غير جيدة وأن سيارات الإسعاف قديمة لذلك قررت الوزارة رصد 200 مليون ريال لشراء 600 سيارة إسعاف جديدة وكذلك لدينا مستشفيات جديدة في كل مناطق المملكة، إضافة إلى رصد مئات الملايين لشراء أجهزة متطورة، واستدرك "ولكن التحدي أمامنا هو تطوير نظام الإحالة وتدريب العاملين في القطاع الصحي لأن ذلك سيجلب علينا اللوم لأننا نمتلك كل شيء ولم نقم بعمل كبير في هذا الجانب". وأكد الخشيم أن 10% من الإحالات للمستشفيات التخصصية والكبيرة من المناطق لا تنطبق عليها الشروط وان الوزارة بدأت بوضع مؤشرات للأداء في جميع المستشفيات لقياس الالتزام بالمعايير الصحية، وقال "إن الوزارة رصدت 5 مليارات ريال لتطوير مركز المعلومات وستقوم ببناء "داتا سنتر" بقيمة 500 مليون ريال في الرياض وإن الخطة الاستراتيجية للوزارة جاهزة وستعلن فور عودة وزير الصحة من الخارج. وقال الخشيم، إنه لم يعد هناك عذر في أي قصور على مستوى خدمات الرعاية الصحية في ظل ما توفره الدولة من دعم مالي لم يكن متوفرا في سنوات ماضية، مؤكداً أنه من غير المقبول أن تصبح لدينا مستشفيات جميلة من الخارج، وتمتلك أحدث الأجهزة الطبية، ثم نفاجأ بأن جودة الخدمات التي تقدم للمرضى بها دون المستوى لمجرد أننا نعمل بنفس الطريقة القديمة، ولا نهتم بقياس مؤشرات الأداء لجودة الخدمة. وأضاف الخشيم، أن نجاح آليات تحويل المرضى في الحالات الطارئة إلى المستشفيات المركزية من خلال سيارات مجهزة, يؤدي بدوره إلى نجاح برامج المشروع الوطني للرعاية المتكاملة والشاملة. وأوضح الخشيم أن المشكلات الخاصة بنظام المرضى بين المستشفيات, يرجع إلى قناعات خاطئة بالمستشفى الذي يرسل المريض, يظن أنه لم يعد مسؤولاً عنه، بينما يرى الذي يستقبل المريض بأنه عبء جديد يضاف إليه، مبيناً أن علاج هذه المشكلات يبدأ بأن تشعر المستشفيات الكبيرة بمسؤوليتها وأن تحدد الطرفية الحالات التي تحتاج فعلاً إلى تحويل، وقال: إن حدوث خطأ في تحويل حالة ما لا يعني تشديد القيود في العملية برمتها. وطالب الخشيم مديري المستشفيات بالاهتمام بمؤشرات الجودة، التي لا تقتصر على لغة الأرقام فقط، بل تشمل معايير أخرى، مثل حالات سقوط المرضى من السرير أو حالات الوفاة في غرفة العمليات أو تقرحات الفراش، وقال "كلها معايير معتمدة في الدول المتقدمة، وتسعى الوزارة إلى اعتمادها في قياس عملية التحسن في المستشفيات". إلى ذلك، أوضح المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور عدنان العبدالكريم، أن الآلية الجديدة لتحويل الحالات الطارئة طبقت كمرحلة أولى في الرياض ومن ثم في جميع المناطق، مؤكدا أن مستشفيات الرياض تلقت 20 ألفا و500 حالة طلب إحالة تم قبول 7 آلاف و700 حالة فقط خلال العام الماضي وقبول 996 حالة طارئة منها 82 حالة إنقاذ حياة في جميع مستشفيات الرياض منها الأمير سلمان والإيمان والملك سعود، مبينا أن التجربة ستدرس بعد تطبيقها لمدة 6 أشهر في الرياض.