قتل نحو خمسين شخصا وأصيب أكثرمن 150 آخرين بجروح في تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف مركزا لمتطوعي الشرطة وسط تكريت أمس. ووقع التفجير عند الحاجز الأمني الأول لمركز تطوع الشرطة في ساحة الاحتفالات، وسط تكريت. ووفقا للشهود، فإن الانتحاري فجر نفسه وسط الحشد. وذكروا أن "الدماء والأشلاء البشرية غطت مساحة كبيرة في مكان الحادث فيما تبعثرت ملابس وأحذية وأغراض الضحايا". وفرضت السلطات بعد الحادث إجراءات أمنية مشددة فانتشر عناصر الشرطة في مناطق متفرقة وأغلقت بعض الشوارع كما وصلت قوة أميركية إلى مكان الحادث وحلقت مروحياتها في المدينة. وذكر نائب محافظ صلاح الدين أحمد عبد الجبار أن الهجوم وقع أمام مركز لمتطوعي الشرطة حيث اصطف رجال يحملون وثائقهم آملين في الحصول على وظيفة. وقال "من غير القاعدة. ومن يذبح غير القاعدة... هم الإرهابيون". وذكر مصدر من شرطة تكريت أن أعداد الضحايا تفوق طاقة المستشفى الرئيس بينما تذيع المساجد مناشدات للسكان للتبرع بالدم. وقال "ردهة المستشفى مملوءة بالجثث والجرحى الذين سقطوا بسبب الانفجار. سيارات الإسعاف ما زالت تنقل الضحايا". وهجوم تكريت الأكثر دموية منذ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة في ديسمبر الماضي. وذكر مهند عبد الرحمن ويعمل موظفا بمجلس المحافظة أنه هرع إلى الشرفة حين سمع بحدوث انفجار بوسط المدينة. وقال "شاهدت سيارة للشرطة كانت جدا مسرعة وهي تحمل العديد من الضحايا." وأضاف "كانت الدماء تسيل من جوانب سيارة الشرطة والناس في مؤخرتها تغطيهم الدماء". وقال مرتضى أحمد إنه كان يقف في الصف أملا في الحصول على وظيفة حين وقع الهجوم. وأضاف "فجاة سمعت صوت انفجار مدو. لا أعلم ماذا حدث بعد ذلك. حين فتحت عيني وجدت نفسي في المستشفى والممرضون يعالجون جروحي." واستنكر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوجلو في بيان للمنظمة التفجير الانتحاري في تكريت، معبرا عن استيائه لوقوع مثل هذه الأعمال الإجرامية في الوقت الذي تتواصل فيه مسيرة التحول الديمقراطي في البلاد بعد تشكيل الحكومة العراقية وبداية الاستقرار في العراق، مناشدا الشعب العراقي التمسك بوحدته وتضامنه. وفي باريس أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ، أن فرنسا "تدين بشدة" الاعتداء الانتحاري في تكريت. وقال "في هذا المناخ المأسوي، نعبر عن تعازينا لعائلات وأقارب الضحايا الذين كانت خسارتهم فادحة وللسلطات العراقية أيضا". على صعيد آخر أعربت وكالة الأممالمتحدة للاجئين أمس عن قلقها العميق بشأن الخطط السويدية لترحيل 25 لاجئا عراقيا تقول إنهم ضمن جماعات الأقلية المضطهدة. ووفقا للتقارير فإنه سيجري ترحيل اللاجئين إلي العراق اليوم. وقالت المتحدثة باسم الوكالة في جنيف ميليسا فليمينج "نشعر بالقلق لأن السويد عند مراجعتها للقرارات السلبية لم تأخذ بدرجة كافية في الاعتبار نصيحتنا بما في ذلك وضع الأقليات في العراق".