تمثل محلات خياطة البزات العسكرية التي يقوم عليها مقيمون هاجسا للمواطنين، وخاصة أن هذه العمالة لا تتورع عن خياطة أي بزة عسكرية لكل من يطلبها دون التحقق من هويته، وقد تخوف عدد من المواطنين من عملية استغلال هذه العمالة من قبل المفسدين، والذين يستغلون الأزياء العسكرية لتضليل رجال الأمن وانتحال شخصياتهم، وطالبوا بضرورة تشديد الرقابة على هذا المحلات، وخاصة أن التعليمات الأمنية تقتضي بأن يكون لكل محل من هذه المحلات مشرفاً سعودياً، وأن يتم التأكد من هوية الزبائن إلا أن الواقع غير ذلك. وقد رصدت "الوطن" تساهلا كبيرا لدى عدد من المحلات التي يقوم عليها مقيمون لا يهمهم سوى تحقيق الربح المادي، حتى إن البعض منهم كان على أتم الاستعداد لتفصيل بزة عسكرية نسائية، أو تفصيل "بلوزة وتنورة " من قماش البزات العسكرية. وخلال جولة " الوطن" على عدد من محلات بيع المستلزمات العسكرية تنوعت استجاباتهم بالموافقة المبدئية لخياطة بدلة عسكرية، ودون التحقق من هوية الزبون، ووافق أحد الخياطين فورا على خياطة بزة عسكرية كاملة، وطلب فقط تحديد القطاع العسكري من أجل تحديد القماش، كما أبدى استعداده لخياطة تنورات نسائية و"بلائز" من أقمشة البدل العسكرية المعروضة بالمحل. خياط آخر ويدعى شيخ وافق أيضا على خياطة بدلة عسكرية، أو تنورة دون أن يطلب الهوية الوطنية، ولكن حينما أعيد عليه صياغة السؤال مرة أخرى.. "هل تتم الخياطة بدون أن تطلب الهوية؟: ارتاب في الأمر، وقال "أنا لا أخيط إلا بوجود البطاقة العسكرية"، مع أنه في بداية الأمر قد وافق. خياط آخر بجانبه لم يوافق مطلقا على خياطة تنورة أو بدلة عسكرية لأي امرأة، بغض النظر عن الهوية أو البطاقة العسكرية. وفي محل آخر دخل شاب في العقد الثاني من عمره المحل أثناء وجود "الوطن"، وطلب خياطة بزة عسكرية، ولم يطلب الخياط أي بطاقة عسكرية أو حتى الهوية، بل تفاوض الخياط معه بشأن المبلغ المتفق عليه، وحدد له مدة أسبوعين لنهاية خياطة البدلة العسكرية، وعندما طلبنا منه خياطة بزة عسكرية ، قال لا مانع، ووجه باختيار القماش والنوعية التي أريدها من تلك الأقمشة المعروضة. من جهته قال مساعد مدير الأمن العام لشؤون الإمداد والتموين اللواء عبد العزيز عبدالله السجاء ل "الوطن" إن "محلات ومؤسسات خاصة بخياطة وتقييف الملابس العسكرية منتشرة بجميع مناطق المملكة، والتعليمات تقضي وجود مشرف سعودي بكل محل من محلات خياطة وتقييف البدل العسكرية، مع ملاحظة أن التعليمات تؤكد على ضرورة تحري الدقة، والحرص، والتأكد من هوية زبائن محلات الخياطة العسكرية". وبين السجاء أن هناك حاجة ماسة لإيجاد أقسام خاصة بتفصيل وخياطة الملابس بالكليات التقنية، ومؤسسات التدريب التقني والمهني بمختلف مناطق المملكة، لتتم الاستفادة من هذا التخصص بمختلف المناطق، لتشغيل ورش الخياطة التابعة للأمن العام المنتشرة بمناطق المملكة كافة، مشيرا إلى أنه ليس هناك تخصص لهذه المهنة في الكليات التقنية سوى بعض الأقسام في المعاهد في مكة وجازان والأحساء. وبين السجاء أنه يوجد وظيفة بمسمى" فني خياط" للعسكريين والمدنيين، وكان آخر التعيينات على هذه الوظيفة تثبيت أربعين جنديا بالأمن العام بمسمى "فني خياط" ، وكذلك يتم في ورش الخياطة تعيين فنيي خياطة مدنيين من فترة لأخرى من قبل ديوان الخدمة المدنية. وأضاف أن كل شرطة من شرط المناطق تتبعها ورشة خياطة مكتملة من حيث التجهيزات والعاملين الفنيين من عسكريين ومدنيين وعمال خياطين، وعدد هذه الورش 16 ورشة تعنى بخدمة جميع منسوبي الأمن العام في كل منطقة.