أوصى المشاركون في الندوة العلمية "استراتيجية مكافحة اللشمانيا بمنطقة عسير" والتي نظمها المجلس البلدي بمحافظة خميس مشيط أمس, بالتعاون مع بلدية المحافظة تحت شعار (نحو بيئة صحية متكاملة), بتبني إنشاء مركز بحوث ومعلومات وطني يعنى بمكافحة الأمراض الوبائية ونواقلها بإحدى المناطق المعنية" عسير أو جازان", ودعوة الجهات الخاصة للقيام بدورها المجتمعي في دعم الدراسات البحثية كتبني الكراسي العلمية, وإضافة جهات جديدة للجنة المكلفة بمكافحة اللشمانيا لتشمل جامعة الملك خالد, ومستشفيات القوات المسلحة والقطاع الصحي الخاص على أن يكون التمثيل باللجنة من أصحاب الصلاحيات التنفيذية, وألا يقتصر دور اللجنة على التنسيق بل يتعدى ذلك ليشمل التنفيذ والمتابعة. وتضمنت توصيات المشاركين أن تنبثق عن اللجنة المكلفة بمكافحة اللشمانيا لجنة علمية خاصة لوضع آلية علمية صحيحة للاستخدام الأمثل لوسائل المكافحة وعلى وجه الخصوص المواد الكيميائية "المبيدات" والطعوم السامة, ورفع درجة التقصي الوبائي من خلال وزارة الصحة, وتفعيل عمل لجنة الإنذار المبكر خصوصا في المناطق المجاورة لوادي عتود, وتكثيف جهود المكافحة مع الأخذ في الحسبان الأولويات المبنية على الأسس العلمية تجنبا لإحداث أي أثر سلبي على التوازن البيئي والاهتمام بالتوعية الصحية للمجتمع والحث على مشاركته برموزه في المكافحة ودعوة كافة وسائل الإعلام للقيام بدورها الإيجابي في التعريف بمرض اللشمانيا وطرق الوقاية منه وتبني تصنيع جهاز قتل ذبابة الرمل الذي تم اختراعة بعقول سعودية, وإلزام المواطنين والمقيمين بالمحافظة على بيئة خالية من العوامل المساعدة على تكاثر النواقل والخوازن مثل مخلفات الحيوانات. وكانت الندوة التي شهد افتتاحها محافظ خميس مشيط سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط بفندق ميركيور بالمحافظة أمس نيابة عن أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز, قد تخللها كلمة لرئيس البلدية الدكتورعبدالله عبدالرحمن الزهراني أكد فيها أن اللشمانيا من الأمراض المستوطنة في المحافظة, وخاصة في حي عتود والذي شهد تفشيا للمرض خلال السنوات الخمس الأخيرة، مشددا على أن البلدية تقوم بدور مستمر في مكافحة الحشرات من خلال جدول زمني يغطي كافة المحافظة وحملات مكثفة في مناطق الإصابة. وأضاف رئيس المجس البلدي بالمحافظة سعيد عبد الله بريدي في كلمة ألقاها,أن المجلس استدعى عددا من المختصين لحظة علمه بظهور وباء " اللشمانيا" في وادي عتود, ونسق مع بلدية المحافظة والعديد من الجهات لاتخاذ كافة الاحتياطات والتدابير التي تحد من تفشيه. وقدمت في الجلسة الأولى ثلاث ورقات عمل تحدث من خلالها الدكتور الفكي إبراهيم حول اللشمانيا المسببة والناقل بيولوجية ذبابة الرمل ، وبين الدكتور سامي أحمد وداد في محاضرته عن جنس طفيلي اللشمانيا كمرض معدٍ . وفي الجلسة الثانية أوضح علي محمد الشهراني دور وزارة الصحة في مكافحة المرض، فيما تناول الدكتور أحمد ولي قوتة دور بلدية المحافظة في مكافحة المرض، ثم ألقى المهندس محمد مجرشي ورقة عمل عن دور وزارة الزراعة وجهودها في محاصرة المرض. وتناول عبدالرحمن الفهيد في مشاركته دور محافظة خميس مشيط من خلال تشكيل اللجان ومتابعة أدائها، وفي الجلسة الأخيرة قدم الدكتور الفكي إبراهيم ورقة عمل عن مكافحة اللشمانيا في منطقة عسير، وبين الدكتور محمد محيا دور التكامل المجتمعي في مكافحة اللشمانيا، فيما شرح الدكتور حامد آل غرامة استخدام تقنية موجات الناتو متري في مكافحة الناقل. من جانبه, أكد عضو المجلس البلدي بالمحافظة رئيس اللجنة العلمية الدكتور وليد بن سعيد أبو ملحة أن تنظيم الندوة قد برهن على الأدوار المتعددة والحيوية والمهمة التي تؤديها المجالس البلدية لتسهم في خدمة المجتمع في كل قضاياه وهمومه, للمزيد من التكامل والتنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة لوضع الاستراتيجيات والحلول للإشكالات التي تهدد صحة المواطن وبيئته.