اعترف مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان بأن الجمعيات العلمية لا تزال دون مستوى الطموح والمأمول وأن هناك 9 جمعيات فقط تشارك بفعالية وإيجابية، مشيراً إلى وجود فهم خاطئ يؤدي إلى انشقاقات داخل بعض الجمعيات العلمية وانتقالها إلى هيئات أخرى تمثل مجموعة من الجمعيات بدلاً من جمعية واحدة قوية تستطيع أن تشارك في المحافل العلمية العالمية ودعي إلى إصلاح مسارها. جاء ذلك في كلمته أمس لدى افتتاح فعاليات الملتقى العلمي الأول للجمعيات العلمية الذي تنظمه وكالة الدراسات العليا والبحث العلمي ممثلة في إدارة التعاون الدولي والجمعيات العلمية بمقر الجامعة ويستمر يومين. وأضاف الدكتور العثمان أنه لمس مؤشرات الفهم الخاطئ حين كان وكيلا لوزارة التعليم العالي وكون لجنة لدراسة السبب وراء انشقاق بعض الجمعيات العلمية وانتقالها إلي هيئة أخرى وكان ذلك بسبب عدم قدرة بعض الأفراد على الفوز أو ترؤس جمعية ما، كما يقول، وكأن الجمعية أسست من أجل أن يحكمها أو يديرها مجموعة من الأفراد، وتابع "فعلى سبيل المثال بدلا من أن تكون الجمعية السعودية لطب الأطفال أصبحت الآن هناك جمعية لقلب الأطفال وجمعية لكلى الأطفال وتم تحويل جسم الإنسان إلى أسماء وفروع لمجموعة من الجمعيات بدلاً من أن تكون لدينا جمعية واحدة قوية. وأكد الدكتور العثمان أنه يجب ألا تعيش وتستمر أي جمعية في جامعة الملك سعود، إلا تلك التي تستحق وتبرهن على ذلك من خلال معايير وأهداف ونتائج واضحة وملموسة من أعمالها، وإذا كان الطالب والطالبة معزولين عن الجمعية فتلك الجمعية لديها خلل واضح، مشيراً إلى أن الجمعية العلمية الناجحة يجب أن تساهم مساهمة كبيرة في برامج إثرائية لتعزيز المحصول المعرفي والمهاري لطلاب وطالبات الجامعة. وكشف الدكتور العثمان أن الجامعة ستهيئ الجمعيات العلمية خلال الخمس سنوات المقبلة لكي تدخل في مرحلة جديدة لتعزيز دورها الأساسي، مشيراً إلى أن الجامعة لا يضيرها أن تخصص ثلاث جوائز سنوية لأفضل ثلاث جمعيات وتخصص لها موازنة أو مكافأة مالية تستحق أن ينافس عليها، ووجه بتعديل الجوائز المالية المعلنة لتحصل الجمعية رقم 1 على 300 ألف ريال، والجمعية رقم 2 على 200 ألف ريال, والجمعية رقم 3 تحصل على 100 ألف ريال، على أن تخصص الجوائز من الموارد الذاتية للجمعيات وليس من موازنة الجامعة. من جهته، قال المشرف على إدارة التعاون الدولي والجمعيات العلمية الدكتور أحمد الغدير أن إدارته وضعت حزمة من القواعد والأنظمة والخدمات الإلكترونية التي تهدف في مجملها إلى تنظيم إجراءات عمل الجمعيات العلمية وتحسين أدائها المهني وإنتاجها العلمي وإرثها الثقافي، وتتويجاً لهذه الإنجازات، أعد هذا الملتقى لعقد محاضرات وورش عمل يلقيها محاضرون دوليون ومحليون من ذوي الخبرة في مجال عمل الجمعيات العلمية والنشر العلمي الخاص بها، للاستفادة من خبراتهم. وأضاف الدكتور الغدير أن الملتقى يهدف للتعريف بالجمعيات العلمية التي تنتمي لجامعة الملك سعود، وإبراز أنشطتها البحثية والعلمية والخدمية عن طريق إقامة المعرض المصاحب للملتقى، وسيتضمن برنامج الملتقى تكريم الجمعيات الأكثر فاعلية حسب معايير تقييم كفاءة أداء الجمعيات العلمية ومعايير تقييم مشاركاتها في المعرض المصاحب.