كشف تقرير بريطاني ،بما لا يدع مجالا للشك، امتلاك إسرائيل للسلاح النووي،بعد أن أكد أن الدولة العبرية عرضت على النظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا رؤوسا نووية حربية. وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أمس، إن محاضر سرية لاجتماعات بين مسؤولين بارزين من البلدين عام 1975 أظهرت أن وزير دفاع جنوب إفريقيا وقتها بيتر بوتا سأل عن الرؤوس الحربية النووية فعرض عليه وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها شمعون بيريز الذي يشغل الآن منصب رئيس إسرائيل الرؤوس في ثلاثة أحجام. وأشارت إلى أن بوتا وبيريز وقّعا اتفاقاً واسع النطاق يغطي العلاقات العسكرية بين البلدين تضمن شرطاً معلناً يملي الحفاظ على الاتفاق في إطار السرية. وأضافت الصحيفة أن وثائق الاتفاق كشف عنها الأكاديمي الأمريكي ساشا بولاكو سورانسكي الذي أعدّ كتاباً عن العلاقة بين إسرائيل ونظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا سيصدر هذا الأسبوع، وتقدم الدليل على أن إسرائيل لديها أسلحة نووية. وقالت الصحيفة إن الوثائق تظهر أيضاً أن نظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا أراد الحصول على الرؤوس النووية من إسرائيل لاستخدامها كرادع ومن أجل شن ضربات محتملة ضد دول الجوار، وأن الطرفين اجتمعا يوم 31 مارس 1975 وعرض المسؤولون الإسرائيليون خلال الاجتماع بيع جنوب إفريقيا صواريخ (أريحا) ذات القدرات النووية. وأضافت أن من بين الذين حضروا الاجتماع رئيس أركان جيش جنوب إفريقيا وقتها الجنرال ر. ف. آرمسترونغ، الذي قام بوضع مذكرة على الفور عن فوائد حصول بلاده على صواريخ أريحا في حال تم تزويدها برؤوس نووية. وأشارت الصحيفة إلى أن بوتا وزير دفاع جنوب إفريقيا وقتها لم يكمل صفقة الرؤوس النووية الإسرائيلية بسبب التكاليف، فضلاً عن عدم وضوح ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها سيوافق على الصفقة، الأمر الذي دفع جنوب إفريقيا في نهاية المطاف إلى بناء قنابل نووية بنفسها وربما بمساعدة إسرائيلية، شهد على أثرها التعاون بين البلدين في مجال التكنولوجيا العسكرية نمواً على مدى السنوات التالية، وقامت جنوب إفريقيا بتقديم كميات كثيرة من اليورانيوم الأصفر التي احتاجت إليها إسرائيل لتطوير أسلحة نووية. وقالت الغارديان إن إسرائيل ضغطت على الحكومة الحالية في جنوب إفريقيا لمنعها من إخراج الوثائق عن نطاق السرية رداً على طلب من الأكاديمي الأمريكي سورانسكي. ونسبت الصحيفة إلى سورانسكي قوله "إن وزارة الدفاع الإسرائيلية حاولت منعي من الحصول على وثائق الاتفاق على أساس أنها مواد حساسة وخاصة التوقيع والتاريخ، مع أن مسؤولي جنوب إفريقيا لم يكترثوا بذلك وقاموا فقط بحجب بضعة أسطر قبل أن يسلموا هذه الوثائق لي". من ناحية أخرى ذكرت إذاعة إسرائيل أن مقر رؤساء إسرائيل في القدس كذب في بيان له أمس ،قيام بيريز بطرح اقتراح على جنوب إفريقيا لبيعها رؤوسا حربية نووية. وبالرغم من وجود توقيع بيريز على خطاب يحمل تاريخ عام 1975،إلا أن بيان الرئاسة الإسرائيلية زعم أن تقرير الصحيفة البريطانية "لا يمت إلى الواقع بصلة وكاذب".