أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن المعرفة تأتي في هذا العصر كأهم مصادر القوة وهي المحرك الأساس نحو تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع. وقال "من هنا تصبح عملية الاستثمار في رأس المال البشري المنتج للمعرفة هي العامل الحاسم في تحديد ملامح هذا المجتمع ومستقبل أفراده". جاء ذلك، في كلمة ألقاها وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام. وأضاف خادم الحرمين في كلمته للمشاركين في المؤتمر "لقد أكدنا في مناسبات عدة أن لا سبيل لتحقيق ذلك إلا بنظم متقدمة تقودها عقول وطنية مستنيرة مدركة لمكانة بلادها على الساحة الدولية، ولما يجري في محيطها العالمي من تطورات، ولموروثها الثقافي ولمكتسباتها الحضارية، ولمتطلبات المرحلة وما يتطلع إليه أبناؤنا وبناتنا من آمال وطموحات، وأن أحد أهم أهدافنا التي نسعى للرقي به وتطويره بشكل فاعل هو التعليم، ولقد خصصنا له الميزانيات الضخمة، إدراكاً منا أن التعليم هو العامل الحاسم في معادلة التنمية التي تسعى الدولة إلى تحقيقها في مختلف المجالات، واقتناعاً منا أن زيادة الإنفاق على التعليم كمتغير استثماري يسهم على المدى الطويل في رفع معدلات التنمية المجتمعية من جهة، ويعمل على خفض مستوى البطالة، ويزيد من معدلات التوازن بين مخرجات النظام التعليمي واحتياجات سوق العمل من جهة أخرى". وتابع "أن هدي الإسلام العظيم الذي قامت عليه هذه البلاد المباركة يحثنا على الجودة والإتقان في جميع أعمالنا، وقد دعوت بالأمس القريب جميع المسؤولين في كافة قطاعات الدولة إلى تبني مفاهيم وأسس ومعايير الجودة والتميز في جميع خططهم، أنشطتهم، أعمالهم، والحرص على التطوير والتحسين المستمر لتحقيق الجودة والإتقان في القطاعات الإنتاجية والخدمية الخاصة والحكومية، وأنا اليوم أدعو بأن تكون جودة التعليم العام على وجه الخصوص مسؤولية الجميع، وأن تفعل برامج الشراكة المجتمعية والشراكة مع القطاع الخاص". مبادرات وكانت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر، شهدت عددا من المبادرات قدمتها وزارات وقطاعات حكومية في ظل الشراكة مع وزارة التربية والتعليم احتوت تبني إقامة وتنفيذ عدد من الحضانات المدرسية بعدد من المناطق، وأخرى تبني أنشطة ثقافية وتعليمية للتعريف بالجودة، وهناك جهات تبنت عقول الآلاف من الطلاب والطالبات في برامج تعليمية حديثة مثل مشروع الرياضيات الذي تبنته شركة أرامكو ويشمل أكثر من 200 ألف طالب وطالبة بالتعليم العام. ثقافة الجودة الشاملة وأكد المشرف على موقع الإسلام اليوم الشيخ سلمان العودة في أولى محاضرات المؤتمر أن 50% من الموظفين في العالم العربي لا يقومون إلا بالحد الأدنى من الجودة وهو الحد الذي يضمن لهم البقاء في وظائفهم ولا يستبعدون منها، مشيرا إلى أن هذه النسبة جاءت وفقا لدراسة حديثة اطلع عليها في هذا المجال. وأضاف العودة في الجلسة التي حملت عنوان "ثقافة الجودة الشاملة" وخصصت لمناقشة دور القيادة العليا في دعم الجودة، أن القرآن الكريم أقرّ الجودة كمنهج للتعامل، لافتا أن الجودة والوسيلة متلازمتان إذ لا بد من نُبل الوسيلة للوصول إلى جودة عالية توازي أهميتها الكبرى في حياة الناس. وتحدّث معد ومقدم برنامج "خواطر" أحمد الشقيري عن قيادة التغيير نحو الجودة، مستعرضا تجربة مدرسة النور بجدة وما قامت به من إشراك طلاب المدرسة ومنسوبيها في أنشطتها وقراراتها بمشاركة فعلية من رأس الهرم القيادي بوزارة التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، حيث يعتبر تقدّما حقيقيا نحو الجودة، وانعكست تلك التجربة على سلوك الطلاب مما يدلّل على قابليتنا لنشر ثقافة الجودة في حياتنا وتعليمنا. جودة التعليم قال مدير جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية بدبي الدكتور منصور العور في محاضرته في محور "الجودة في التعليم" إن من أساليب تطبيق الجودة في التعليم هو البعد عن الشدة والتخويف في حال التغيير، مع المداومة على التثقيف التوعوي بضرورة تواجد الجودة في منتجاتنا التعليمة، مستبعدا أن يكون التلطّف في التغيير مدعاة لعدم المراقبة أو إهمالها، وبيّن أن من بوادر جودة هذا المؤتمر ونجاحه هو حضور قيادات الوزارة للمتابعة والاطلاع حيث إن الجودة تبدأ من القمة، وتابع "لن يكون لدينا جودة في المنتج ما لم نؤمن بتقديم خدمة للآخرين في تعليمنا". حضور نسائي وشهدت أروقة مؤتمر جودة التعليم أمس حضوراً نسائياً كثيفاً ووفودا من دول الكويت والإمارات والأردن وعمان، فيما يعد الوفد النسائي الماليزي الأضخم، إذ ضم 28 سيدة على رأسهن رئيسة مجلس الوزراء الماليزية و9 زوجات وزراء ومسؤولات وأكاديميات. وقالت عضو الوفد الماليزي البروفسور بجامعة ماليزيا وزوجة وزير الثقافة الماليزي عائشة حاجي صالح "إن للمؤتمر أهميته في نهضة المملكة"، مبينة أن ماليزيا ستوقع اتفاق تعاون مع المملكة للاستفادة من تجارب البلدين، وكشفت أن ألف طالب سعودي يدرسون في الجامعات الماليزية. وشارك 60 طفلاً وطفلة من مدارس الرياض في فقرات الافتتاح، وقدموا لوحات ترحيبية الأولى شعبية والثانية عن العلم والثالثة بعنوان أحلام الطفولة، وذلك في أوبريت بعنوان "أمل وطن ورسالة طفولة" نالت استحسان الحاضرات وإعجابهن.