أعربت دول عربية ومنظمة الأممالمتحدة عن قلقها من تفجر الأوضاع في ليبيا، بعد زحف قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، نحو مناطق قريبة من العاصمة طرابلس، ووقعت اشتباكات مع قوات المجلس الوطني الليبي بقيادة خليفة السراج. وأعربت كل من مصر وتونس والأردن والجامعة العربية ومنطمة التعاون الإسلامي، عن بالغ القلق من الاشتباكات في عدد من المناطق الليبية، وناشدت جميع الأطراف ضبط النفس ووقف التصعيد. وأكدت الموقف الثابت والقائم على دعم جهود الأممالمتحدة والتمسُّك بالحل السياسي، كخيار وحيد للحفاظ على ليبيا، وضمان سلامة ووحدة أراضيها وحماية مقدرات شعبها وثرواته من أي سوء، مع التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب واجتثاثه من كافة الأراضي الليبية. وفي غضون ذلك، يتجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى شرق ليبيا للاجتماع مع حفتر، لبحث الأوضاع الميدانية. تصعيد خطير يقول مراقبون إن تقدم قوات الجيش الليبي بقيادة حفتر، يمثل تصعيدا خطيرا في الصراع على السلطة، الذي تشهده البلاد منذ الإطاحة بنظام القذافي في عام 2011. وفاجأ الهجوم الأممالمتحدة التي وصل أمينها العام أنطونيو جوتيريش إلى طرابلس هذا الأسبوع للمساعدة في تنظيم مؤتمر وطني، للمصالحة في وقت لاحق هذا الشهر. وسيطرت قوات حفتر أمس الأول، على مدينة غريان، التي تبعد نحو 80 كيلومترا جنوبي طرابلس، بعد مناوشات قصيرة مع القوات المتحالفة مع رئيس الوزراء المتمركز في طرابلس فائز السراج. ويمثل تجدد المواجهات انتكاسة للأمم المتحدة، والدول الغربية التي تحاول الوساطة بين السراج وحفتر، اللذين اجتمعا في أبوظبي الشهر الماضي، لبحث اتفاق لتقاسم السلطة. ويهدف المؤتمر الذي تساعد الأممالمتحدة في تنظيمه إلى الاتفاق على خارطة طريق لإجراء انتخابات لوضع حد لعدم الاستقرار في ليبيا، وهي منتج للنفط ونقطة تجمع للاجئين والمهاجرين القادمين من منطقة الصحراء، الذين ينشدون الوصول إلى أوروبا.