أكد وزراء الزراعة والمياه العرب خلال اجتماعهم المشترك الذي عُقد أمس بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، ضرورة إيجاد آليات مبتكرة لتحقيق الأمن المائي والغذائي في المنطقة العربية، في ظل ما تعانيه من تدهور بالأراضي الصالحة للزراعة وندرة المياه. وأوضح وزير الزراعة والبيئة الأردني إبراهيم الشحاحدة، الرئيس الحالي للجمعية العامة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، أن قطاعي الزراعة والمياه يواجهان تحديات كبيرة بالعالم العربي بسبب تراجع الأمطار، مما يؤدي إلى موجات جفاف يرافقها آثار سلبية شديدة على النمو الزراعي والاقتصادي وبالتالي الأمن الغذائي، ودعا إلى مواجهة التحديات المتعلقة باستدامة الموارد الزراعية للحد من تدهورها والمحافظة على زيادة الإنتاج وتأمين الغذاء لسكان الدول العربية. خسائر كشف الشحاحدة عن حجم خسائر الدول العربية نتيجة تدهور الأراضي وندرة المياه والإدارة غير المستدامة التي تقدر بأكثر من 20 مليار دولار أميركي (75 مليار ريال) سنويا، مشددًا على أهمية تبادل المعلومات بين الأطراف المعنية من أجل الحد من الآثار السلبية على الموارد المائية والأراضي وتركيز الجهود على توفير مياه الري بجودة مقبولة تضمن إنتاج الغذاء للسكان والأعلاف للثروة الحيوانية. حلول أكد وزير النفط والكهرباء والمياه بدولة الكويت رئيس المجلس الوزاري العربي للمياه الدكتور خالد الفاضل، أهمية وضع إطار عربي حقيقي للتعاون البناء وتحقيق الاتساق في السياسات والوصول إلى برامج ومشاريع مشتركة لتجاوز التحديات الراهنة بشأن أزمتي المياه والغذاء في المنطقة العربية، مشددا على أهمية ابتكار حلول وجذب فرص استثمارية وتمويلية لإدارة المياه الزراعية وتعزيز كفاءة استخدامها. وأوضح أن الفجوة الغذائية بالمنطقة العربية تستلزم إدخال سياسات جادة لتحسين إدارة الموارد المائية وتطوير إدارتها، وإيجاد حلول استثمارية وتمويلية مساندة لتحقيق الاكتفاء الذاتي للوطن العربي وتقليص حجم الفجوة الغذائية لأبعد الحدود. تحديات أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن ندرة المياه وتدهور الأراضي يمثلان تحديان رئيسيان أمام المنطقة العربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، منوهًا بأن ندرة المياه وتدهور الأراضي الصالحة للزراعة يجعلان كلفة الفجوة الغذائية عبئًا متزايدًا على جهود التنمية في بعض الدول العربية.