أكد مختصون زيادة حجم استهلاك التمور خلال فصل الشتاء في العاصمة الرياض في ظل ازدياد حجم الطلب من داخل المملكة وخارجها على هذه السلعة التي تمتاز بقيمتها الغذائية العالية. يقول محمد العريني مدير إحدى الشركات المتخصصة في بيع التمور: إن حجم سوق استهلاك التمور في فصل الشتاء بلغ أكثر من 3 مليارات ريال في العاصمة الرياض فقط. مؤكدا أن هناك زيادة كبيرة في الطلب على التمور من خارج وداخل المملكة بنسبة تتجاوز 23% مقارنة مع العام الماضي. وأشار العريني إلى أن هناك إقبالا من قبل السعوديين وغيرهم على تناول التمور بشكل مكثف خلال هذه الفترة أو خلال الصباح لما له من قيمة غذائية جيدة على قاعدة "أن التمور في السعودية حلوى الغني وطعام الفقير" بحسب المأثور والدارج من الأقوال بين العامة. وأبان العريني أن هناك طلبا كبيرا من الإمارات وقطر والكويت، وتأتي بعدهم البحرين على التمور. مشيرا إلى أن هذا الأمر جعل إدارات التسويق في شركات الشوكولاته المحلية والعالمية التي تستهدف السوق السعودية وكذلك محلات الحلويات تحاول الدخول في مسألة إدخال التمور بشكل كبير في الحلويات ممزوجة بالشوكولاته وابتكار توليفات كثيرة ومتنوعة من المنتجات الجديدة لا سيما مع انتشار محلات متخصصة في صناعة وتسويق الحلويات التمرية من خلال عرض أصناف وحلويات كثيرة. موضحا أنها لم تتجاوز 20% عام 2008 أما الآن فأصبحت تضم تشكيلات تتجاوز 50% من المحلات الخاصة ببيع الحلويات. من جانبه قال المتخصص في بيع التمور تركي الجمعة: إن هناك طلبا كبيرا على التمور من خارج السعودية الأمر الذي جعل الأسعار ترتفع خصوصا أن هناك أنواع من التمور تنافس الحلويات في الطعم والشكل والقيمة الغذائية. وأوضح أن أسعار التمور ارتفعت بنسبة 30% خصوصا في فترة الشتاء مرجعا ذلك لزيادة الطلب على بعض الأنواع التي يكون إنتاجها في الأصل خلال مواسم الصيف أقل من حاجة السوق. وأكد الجمعة على أن السعوديين يحرصون على تناول التمور في الشتاء بنسبة أكبر لما له من قيمة غذائية، كما أن استهلاك بعض المنازل في السعودية للتمور يتجاوز 5000 ريال شهريا، خصوصا الأنواع المعينة من التمور، مثل: الإخلاص والسكري الجالكسي والسكري الأبيض والسكري الأحمر، ويأتي بعدها بمرحلة الصقعي ويأتي بعده البرحي وهكذا، أما تمور المدينةالمنورة المشهورة فهي العجوة. مشيرا إلى أن هذه الأخيرة قد زاد سعرها هي الأخرى بعد أن كان الكيلو ب40 ريالا أصبح الآن ب90 ريالا. يشار إلى أن التمور تتميز بقيمة غذائية عالية جدا، وهي من أفضل الأغذية في البلاد الحارة والباردة لأنها سهلة الهضم، حيث تهضم خلال ساعة تقريبا في المعدة، وهذا يجعل منها غذاء صحيا مركزا وطبيعيا، بفضل احتوائها على العناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان، فالتمور غنية بالمواد السكرية 65 75% كما أنها غنية بالأملاح المعدنية والعديد من الفيتامينات، حيث إن الكثير من الخبراء يصفونها بمنجم الفيتامينات، وذلك لكثرة ما تحتويه من العناصر المعدنية مثل الفسفور والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والصوديوم والكبريت والكلور، فضلاً عن السكريات السهلة البسيطة في تركيبها. ويمتاز التمر بعدة فوائد صحية من أبرزها أنه مقو للكبد وملين ويزيد في القوة الجنسية ولا سيما مع الصنوبر، كما يعالج خشونة الحلق، وهو من أكثر النباتات تغذية للبدن، كما يعمل أيضا كمقو للعضلات والأعصاب ومؤخر للشيخوخة، ويحارب القلق العصبي وينشط الغدة الدرقية ويلين الأوعية الدموية، كما أنه يرطب الأمعاء ويحفظها من الضعف والالتهابات، ويقوي حجرات المخ ويكافح الدوار وزوغان البصر والتراخي والكسل ويدر البول وينظف الكبد ويغسل الكلى، فيما تكافح أليافه الإمساك وأملاحه تعدل حموضة الدم التي تسبب حصى الكلى والمرارة والنقرس والبواسير وارتفاع ضغط الدم، ولا يمنع التمر إلا عن البدينين والمصابين بالسكري.