لجأ العاملون في نظام رصد المخالفات المرورية "ساهر" في المدينةالمنورة مطلع الأسبوع الحالي إلى وضع عدد من الأقماع خلف وبجوار سياراتهم، إضافة إلى تشغيلهم الإشارات التحذيرية كوسيلة لحمايتهم من الخطر الذي قد يتعرضون له عند وقوفهم على الطرق، وأشار بعضهم إلى لجوء عدد من زملائهم للاستقالة لأسباب منها عدم توفر الحماية لهم. وأكد عدد من العاملين على النظام رفضوا ذكر أسمائهم في حديثهم ل"الوطن" أن سبب وضعهم للأقماع وتشغيلهم الإشارات التحذيرية "الفليشر" في ساعات المساء هو حماية مركباتهم من الحوادث المرورية التي قد يتعرضون لها أثناء وقوفهم في بعض الطرق، بعد أن نجوا خلال الفترة المنصرمة من حوادث قد تكون جسيمة لعدم انتباه السائقين لوقوفهم. وأوضحوا أن بعض زملائهم استقالوا من العمل لعدم توفر الحماية لهم، إضافة إلى عدم رضاهم عن آلية تطبيق النظام، ورفض الكثير من المجتمع لهم. وكشفوا الأساليب التي تقاوم النظام في الوقت الحالي، والمتمثلة في نزع لوحات المركبة الأمامية، إضافة إلى تركيب بعض السائقين مرايا عاكسة على اللوحات الأمامية، واستخدام ملصقات تمنع إظهار بعض الأرقام أو الحروف؛ مما يصعب رصدها. ويصف قانونيون الإجراء بأنه وسيلة لحمايتهم من تحمل أي أضرار قد تلحق بهم، نتيجة وقوفهم الخاطئ، وعدوا ذلك مخالفا لأنظمة وقواعد المرور الدولية المتعارف عليها في جميع الدول المتقدمة. وأوضح المستشار القانوني الدكتور بخيت البازعي إلى أن استمرار العاملين على النظام في إيقاف مركباتهم على الطرق سواء على الأرصفة، أو بأكتاف الطريق دون وضع وسائل تحذيرية على مسافة لا تقل عن 300 متر يعد مخالفة صريحة للأنظمة المرورية، وأن ما ينجم عن وقوفهم بتلك الطريقة يحملهم المسؤولية كاملة في حال وقوع أي حوادث. وتساءل عن كيفية تطبيق النظام المروري الذي يعتبر من الأنظمة الإيجابية في التطبيق على حد قوله قبل أن تجرى دراسة آلية التطبيق وتهيئة المواقع التي قد يتم من خلالها رصد المخالفين. من جهته بين مدير شعبة السلامة المرورية في منطقة المدينةالمنورة المقدم عمر النزاوي أن وضع الأقماع بالقرب من مركبات رصد السرعة هي كوسيلة تحذيرية أمام السائقين. وأكد أن النظام منذ تطبيقه خلال الخمسة الأشهر المنصرمة في المدينةالمنورة، وحتى الوقت الحالي تمكن من تحقيق الأهداف المنشودة من إقامته، وأهمها الحد من التهور في القيادة والحفاظ على سلامة السائقين. يذكر أن نظام "ساهر" رغم تأكيدات المسؤولين في المرور على انخفاض ضحايا الحوادث المرورية بنسبة 38% منذ البدء في تطبيقه، إلا أنه لا يزال يواجه حملة رفض واسعة بلغت الاعتداء على مركباته وكاميراته بالحرق والتهشيم وشتم العاملين عليه في المدينةالمنورة، إضافة إلى انتقادات واسعة لارتفاع قيمة مخالفة السرعة، وتطبيقه على عجل دون تنفيذ حملة توعية شاملة عنه.