أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، أن الهيئة شرعت أخيراً في تنفيذ مشروع البعد الحضاري للمملكة، وذلك للخروج بالآثار من حفرتها بحيث تكون قضية وطنية وهمّا لكل مواطن، ليدرك قيمتها التاريخية والوطنية، ويكون الحارس الأول لها. وقال "أنا أريد أن أحول 19 مليون مواطن إلى حراس للآثار، والمكتسبات الوطنية القيمة". وأضاف الأمير سلطان بن سلمان أثناء رعايته الأربعاء الماضي حفل افتتاح اللقاء العلمي للجمعية السعودية للدراسات الأثرية في مقر مركز الملك فهد الثقافي في الرياض أن الهيئة تنظر إلى أهمية تأصيل الآثار الوطنية لدى النشء، وهو ما دفعها إلى توقيع اتفاقية تاريخية مع وزارة التربية والتعليم لتعزيز قيمة الآثار الوطنية والتراث العمراني، وتطوير مفهومها في وجدان أبنائنا وبناتنا والجيل القادم، والانطلاق بتنفيذ مشروع وطني رائد تدعمه الدولة. وذكر الأمير سلطان بن سلمان بحسب بيان صحفي أمس، أن للمواطن الحق وعليه واجب في المشاركة بحماية الآثار والاعتزاز بها كموروث تاريخي ووطني، وعليه يجب إلغاء فكرة أن تكون الآثار داخل الأسوار. وتابع "صيانة الآثار والتنقيب عنها واستكشافها والعمليات العلمية الكاملة بيد المختصين، لكن المواطن له الحق أيضا في المشاركة في ذلك. وقال "نحن اليوم نستشرف مرحلة جديدة وهامة فيما يتعلق بالآثار الوطنية، ونأمل أن تستشرف الجمعية السعودية للدراسات الأثرية العريقة دورا جديدا في مشاركتنا ودعمنا للانتقال إلى مرحلة التحدي في إخراج الآثار وقضيتها من حفرة الآثار، ونجعلها قضية وطنية، وأنا واثق تماما من هذه المجموعة المميزة في مجلس إدارة وأعضاء الجمعية الذين سيكون لهم دور بارز في دعم وخدمة قضية التراث والآثار". ودعا إلى عدم بقاء الآثار قضية المختصين فقط، مؤكدا أن استمرار ذلك سيكون فشلا ذريعا لنا كوطن ومواطنين، لأن الآثار العظيمة تبرز البعد الحضاري للمملكة. وأشار سموه إلى أن ما صدر من قرارات قوية وحازمة من قبل الدولة تتعلق بقضية سرقة الآثار أو تهريبها خير دليل على حرص القيادة الرشيدة على أهمية الحفاظ والتوعية بالآثار والتراث. وأضاف أن الهيئة تتابع عددا من القضايا بشكل منظم ومنسق مع القطاعات الأمنية، وأيضا فيما يتعلق بتسليم الآثار التي تجدها المملكة بطريقة منظمة، وكذلك فيما يتعلق بأهم الآثار التي نعتز بها في بلادنا وهي الآثار الإسلامية، مبيناً أن موطن الآثار الإسلامية الأول كان بلد الحرمين ومهد رسالة الإسلام، قبل انتشارها لاحقا إلى البلدان الأخرى. وكشف الأمير سلطان بن سلمان عن البدء قريبا في خطة إعلامية منهجية ومنظمة على مدى زمني، للتوعية بأهمية الحفاظ على الآثار والتراث العمراني، لافتاً إلى أن ما تم في المملكة من أبحاث أثرية وعمل أثري ميداني وتزايد في الفترة الأخيرة جاء بحكم وجود الموارد والمعرفة وتعدد المختصين، انطلاقاً نحو فتح الأماكن الأثرية بالتعاون مع الفرق الدولية التي وصلت إلى نحو 18 فريقا عالميا. عقب ذلك، افتتح الأمير سلطان بن سلمان المعرض الفني المصاحب لفعاليات اللقاء العلمي وعنوانه "الآثار في عيون الفن"، وتجول داخل أروقة المعرض، واطلع على أبرز ما احتضنه المعرض من لوحات فنية تراثية تعكس القيمة الفنية للآثار الوطنية التي تزخر بها مناطق المملكة، قبل أن يترأس الاجتماع الأول لمجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الأثرية في دورته الحالية.