مع تكاثر الجماعات الفنية وصالات عرض الفنون التشكيلية نشأت علاقات غير واضحة بين حقوق الفنان كفرد وبين حقوق هذه الصالات والجماعات الفنية، فبينما يشكو بعض الفنانين من عدم جدية صالات العرض وعدم التزام الجماعات الفنية بوعودها، يرد مديرو الصالات على ذلك بالقول إن المسالة لا تتعدى محاولة أدعياء الفن فرض إرادتهم على صالات العرض، حسب ما قاله مدير أتيليه جدة للفنون الجميلة هشام قنديل، الذي أكد أن الأتيليه لن يسهم في خداع الناس بتقديم أعمال للمدعين، مضيفاً أن إغراءات كثيرة تقدم للأتيله لعرض بعض أعمال لفنانين مشكوك في أنهم هم من نفذوا هذه الأعمال، ويعيد قنديل ذلك إلى طول تجربته وخبرته في مجال الفنون التشكيلية بحيث تسمح له هذه الخبرة بتقييم الفنانين وصحة وأصالة ما يقدمونه من أعمال. وباتجاه آخر يشكو الفنان محمد غبرة من أن هناك فوضى تعم الحركة التشكيلية، وقال: قد يقع الفنان ضحية للاستغلال وسرقة اللوحات أو ضياعها، مقابل ورش تدريب لا تضيف له شيئاً، مشيراً بذلك إلى بعض الجماعات الفنية التي حسب تعبيره تصطاد الفنانين بالكلام المعسول، وهي تتكاثر من دون رقابة ولا مرجعية، وما يهمهم هو قبض مبلغ الاشتراك. ويسرد غبرة بعض تجاربه في هذا المضمار، وينتهي إلى القول إن بعض أعماله التي عرضها في إحدى الصالات مع جماعة كان ينتسب إليها مر على فقدانها خمس سنوات وهم لا يزالون يعدون بإعادتها دون جدوى. أما مدير صالة سيزان للفنون الجميلة مشعل العمري فينفي كل هذه الاتهامات قائلاً: ليس كل ما يدور من أقوال واتهامات من قبل الفنانين هو واقع فعلي للحالة، ولعل الطموحات الكبيرة أو البحث عن أكبر المنافع من قبل بعض الفنانين في علاقاتهم بالصالات هي السبب في حدوث ذلك التوتر نتيجة عدم التوازن في العلاقات النفعية بين الطرفين. العمري رغم ذلك يعترف بوجود إشكالات تحتاج إلى حلول، فالعلاقة بين الفنان والصالة علاقة تجارية ترتب حقوقاً وواجبات على الطرفين، وبالتالي فإن عدم وجود قوانين وقواعد وأنظمة واضحة تحدد الواجبات والحقوق، هو السبب في حدوث بعض الإشكاليات على حد تعبيره . ويشير العمري إلى أن بعض الفنانين يريدون خدمة دون دفع ثمنها، وبعضهم يتخذ من الصالات مخزناً لأعماله، كما أن الشكوى من عدم استلام أثمان أعمالهم تعود إلى تأخر المشتري في دفع ثمن اللوحة وليس إلى مماطلة الصالة. ومن بين المشكلات التي يوردها العمري شكوى بعضهم من ضياع أعمالهم وهذه طبيعية نظراً لانتقال الأعمال من صالة إلى صالة، وأما موضوع الشللية فهذا أمر طبيعي يخضع للعرض والطلب، لكن العمري يضيء نقطة مهمة وهي أن جميع صالات العرض في جدة لا تملك تصريحاً من وزارة الثقافة لتأكيد قانونية إجراءاتها، ولا يوجد في الأنظمة بند تحت اسم افتتاح صالة فنون تشكيلية، ولذلك نحن نسعى للحصول على تصريح بممارسة هذا النوع من العمل. ويشكو الفنان خالد الحربي القادم من المنطقة الشمالية مما أسماه "سوء إدارة الصالات، وعدم وجود لجان متخصصة في الفنون التشكيلية، وجهل اللجان المنظمة للمسابقات، وعدم نزاهة اختيار الأعمال". في حين يؤكد الفنان وهيب زقزوق أنه غير مكترث ببعض الصالات لأنه لا يرغب العرض فيها، وقال: أنا شخصياً أعرض في صالات بعينها لذلك لا أواجه أية مشاكل، لكني أريد التذكير بأن الصالات معنية بتقديم خدمة معلوماتية للفنانين، وتغيب هذه الخدمة بغياب العلاقة بينها وبين وزارة الثقافة والإعلام، فنحن نعلم متأخرين بمسابقات وطنية ودولية، وبالتالي يفوت علينا الاشتراك فيها، لذلك فإن وزارة الثقافة معنية بتعميم المعلومات على صالات الفنون التشكيلية، والصالة معنية بإبلاغ الفنانين عنها في وقتها وهذا لا يحدث.