يواجه عمال المراكز التجارية الكبيرة مشقة في تجميع عربات تحميل البضائع بعد أن يتركها المتسوقون بمواقف المراكز والشوارع المحيطة بالمركز بعشوائية، مما يشوه المنظر العام، ويعيق حركة السيارات، ويضطر العاملون للتجول بين المواقف لتجميع العربات بالمكان المخصص لها عند مداخل السوق. عدد من المتسوقين يفرغون مشترياتهم بالمركبات ثم يدفعون بالعربة بأقدامهم أو يتركونها ويغادرون المكان، وآخرون يدفعون عربتين إحداهما للمشتريات، والأخرى يحملون أطفالهم بها، فيما يدفع البعض تلك العربات لتصدم بالرصيف. يقول العامل نشامى إنه يقضي 8 ساعات عمل بين مواقف المركز التجاري للبحث عن المركبات التي يجدها بين المركبات والشوارع المحيطة، حيث يقطع مسافات واسعة من أجل الحصول على عربة تركها متسوق بمكان بعيد عن السوق، مشيرا إلى أن بعض المتسوقين يذهب بالعربة إلى منزله. ويقول حارس الأمن بأسواق بن داود سيف الحربي إن "إدارة السوق تجمع العربات بعد كل إغلاق له لأداء الصلاة، والتي يتركها المتسوقون بالمواقف المحيطة بالسوق، وكذلك بعض المنازل القريبة منه". وبين أن من المفترض إعادة العربة للمكان المخصص لها، لأن ذلك من ثقافة التسوق، والتي تغيب للأسف عن الكثير من المتسوقين بكل أجناسهم. واكتفى مواطن بترك العربة بمكانها بعد إفراغ محتوياتها بمركبته، قائلا "تعبت من التسوق، وإدارة السوق مسؤولة عن إعادتها". وتقول أم عادل "ندرك أن ترك عربات التسوق بمواقف المراكز والشوارع سلوك غير حضاري، وثقافة النظام تنقصنا، لكننا تعودنا على ذلك منذ الصغر، فوالدي كان يصطحبني للتسوق، ويترك العربة مكان موقف المركبة، ولم يطلب مني مرة إعادتها إلى مكانها المخصص". وأضافت أم عادل أنها سوف تعلم أبناءها إعادة العربات إلى المكان المخصص لها والحفاظ على الذوق العام. فيما أكد المحاسب خالد السهلي أن بعض المتسوقين يجلب العربة من خارج مركز التموين، وعندما ينزل كافة المشتريات منها أثناء المحاسبة يدعها بالممر الذي يمر منه الزبون أثناء المحاسبة، مما يشغل طريق المشتري الذي بعده، مؤكدا أن بعض أفراد المجتمع والمقيمين بحاجة إلى تعلم ثقافة التسوق. وقالت وكيلة الروضة الثالثة بالمدينة المنورة وجنات حسين الشريف إنه من المؤسف جدا أن ثقافة النظام تغيب عن شريحة كبيرة من المجتمع حيث ترى العربات متناثرة بين المركبات، مشيرة إلى أنهم بالروضة يعلمون الطلاب والطالبات أسس تعليم تربوية وتعليمية مثل إرجاع كل شيء إلى مكانه سواء العربات أو الألعاب المتحركة. وشددت الشريف على دور الأسرة في زرع وتنمية تلك الثقافة عند الأبناء، تقول " يجب أن يمارس الأب والأم دورهما في ذلك على الطبيعة مثل أن يرجع الأب العربة بالمكان المخصص لها بعد التسوق، مما يساعد على تنشئة ابنه على تلك الثقافة، وغيرها لترسيخ مفهوم احترام الآخرين. ويرى رئيس مجلس المسؤولية الاجتماعية بالغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة عبدالغني حماد الأنصاري أن "ترك المتسوقين عرباتهم بعد الانتهاء من التسوق يأتي ضمن سلوك الإنسان وتصرفه وثقافته الشخصية للتعامل مع الآخرين، مشيرا إلى أن بعض الدول تحفز المتسوقين بأن يضع المتسوق عملة نقدية في مكان مخصص لموقف العربات عندما يريد استخدام العربة، ويسترجع النقود عند الانتهاء من التسوق وإعادة العربة لمكانها. وأضاف أن ترك العربات بالشوارع المحيطة بمراكز التسوق خطر حقيقي يهدد سلامة عابري الطريق، وبين أنه رصد بعض الأطفال يلعبون بعربات التسوق بجوار منازلهم معتبرا ذلك تعديا على حقوق الآخرين.