كشف مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي عن نجاحات حققها أعضاء وأصدقاء مقهى عكاظ برغم شح الموارد المالية واعتمادهم في أول عام على نظام "القطة" - حسب تعبيره - بمساهمة الأعضاء، داعياً وزارة الثقافة إلى الالتفات للأفكار الجديدة وتمويلها، وأيده في الاعتراف بشح الموارد المالية للمقهى مدير الفرع السابق عبدالعزيز عسيري مسترجعا اضطرارهم لرفع شعار "الشاي عندنا والعشاء في النادي الأدبي" كون ميزانية النادي مؤهلة لتقديم الوجبات الدسمة. جاء ذلك خلال استضافة فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة لوفد فرع الجمعية بالطائف مساء أول من أمس. حيث أسهم أعضاء مقهى عكاظ الثقافي في تأسيس أرضية لانطلاق المقهى الثقافي لفرع الجمعية الثقافة بالباحة، راسمين الخطوط العريضة لفكرة وآلية المقهى من خلال طرح تجربتهم منذ أربعة أعوام. وربط الدكتور عالي بن سرحان القرشي بين تجربة منتدى عكاظ وتنامي فكرة العمل الثقافي الجماهيري والمخفف من ثقل النخبوية، على حد قوله، منبهاً إلى حتمية ترسيخ الخطى بالمبهج واللافت من البرامج والأفكار الخلاقة والخروج من النمطية المنفرة والتقليدية الهشة. بينما استعاد المسرحي فهد ردة ذاكرة المقهى وارتباطه بتجربة المقهى التونسي تحديداً، لافتاً إلى أهمية التجربة الفردية في ظل وضوح الرؤية وتحقيق الهدف وتكامل الجهود وتضحية ومرونة القائمين على الفكرة، مؤكداً أن المعوقات مهما بلغ حجمها تتضاءل وتندثر تحت وهج العمل، مشيراً إلى أنهم استعانوا ببيع الكتب لتوفير ميزانية للمقهى في عامه الأول، فيما استعرض المسرحي سامي الزهراني برامج مقهى عكاظ في الفترة من 2008- 2010 مستعيناً بالتقنية المرئية الموثقة للفعاليات الفنية والتراثية والفلكلورية بالصوت والصورة. من جانبه، دعا المسرحي مساعد الزهراني إلى التنوع في الفعاليات وتفعيل طاقات الشباب وإن في حدود المتاح والممكن، متوافقاً مع رؤية القاص محمد النجيمي والدكتور عاطف بهجات في تأكيدهما على ضرورة التجديد وتبني المختلف والمغاير وفتح مساحة للحوار والتواصل حسياً وتقنياً وواقعياً. وكان عبدالعزيز عسيري قد لفت في ورقته إلى أهمية تجاهل رسائل المثبطين والرجعيين والأوصياء، طبقا لقوله، مطالباً مقهى الباحة بنقلة نوعية في البرامج لتحقيق التجاوز في النشاط للسائد والمألوف، مؤكداً على أهمية الشجاعة والجرأة كون الخوف عائقا للإبداع، كما قال، داعياً إلى منح التجارب الجديدة فرصة الحضور والمشاركة من خلال نافدة التعايش مع كل الأطياف. واختتمت الليلة بمشاركة الجميع في رقصة فلكلورية بصحبة فرقة الموروث الشعبي في الباحة.