أكد الرئيس السوداني عمر البشير أنه "سيكون حزينا" شخصيا إذا اختار الجنوب الانفصال لكنه "سيحتفل معه"، مؤكدا أنه مستعد لمواصلة تقديم الدعم للجنوب حتى في حال أصبح "دولة". وقال البشير في جوبا عاصمة جنوب السودان أمس "على الرغم من أنني على المستوى الشخصي سأكون حزينا إذا اختار الجنوب الانفصال لكنني سأكون سعيدا لأننا حققنا السلام للسودان بطرفيه". وأضاف "نحن مع خياركم"، مؤكدا أنه "حتى بعد قيام دولة الجنوب نحن جاهزون لتقديم دعم فني أو لوجستي أو دعم بالخبرة لها". وأوضح البشير أن " المصالح والروابط بيننا في الشمال والجنوب غير موجودة بين أي دولتين في العالم"، موضحا أنه "حتى لو حصل الانفصال فإن الفوائد التي يمكن أن نحققها عبر الوحدة يمكن أن نحققها من خلال دولتين". وكان مئات الأشخاص يتقدمهم الزعيم الجنوبي سلفا كير استقبلوا الرئيس السوداني عند وصوله إلى جوبا في زيارة نادرة للجنوب قبل خمسة أيام من الاستفتاء حول مصير هذه المنطقة. ومن جهته رحب النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير بزيارة البشير، قائلا إن هذه الزيارة ولا سيما في هذه الأيام قبل عملية الاستفتاء مطمئنة للمواطن الجنوبي. وأكد سلفاكير على حق رئيس الجمهورية لزيارة جوبا في أي وقت كان قبل الاستفتاء أو بعده وزيارة كل المناطق في جنوب السودان وذلك في إطار رده على الذين يقولون إنه لا داعي لزيارة الرئيس في هذه الفترة قبل خمسة أيام من عملية الاستفتاء. ودعا البشير لمخاطبة القوى السياسية والحزبية في جوبا وتوجيه ما يراه من رسائل في هذه الفترة الهامة. وقالت المسؤولة في الحركة الشعبية لتحرير السودان آن ايتو إن هذه الزيارة ستسمح للبشير "بجس نبض تطلعات الشعب وسيلاحظ بطريق سلمية خيار الجنوب". ونشرت قوات أمنية كبيرة في جوبا عاصمة الجنوب قبل وصول الرئيس السوداني، بينما يجوب جنود مسلحون الشوارع. وعند مدخل المطار رفعت منظمات غير حكومية لافتات كتب عليها "نحن سعداء باستقبالك من جديد للاحتفال باستقلال جنوب السودان" و"نرحب بكم في الدولة ال193". إلى ذلك أعلن نائب رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان شان ريك أن الإجراءات الخاصة بالاستفتاء في ولايات الجنوب العشر وشمال السودان باتت مكتملة. وأشار إلى أن العدد الكلي للمسجلين قارب أربعة ملايين، غالبيتهم سيقترعون في جنوب السودان. وقال إن "كافة البطاقات ستكون في مكاتب الاقتراع اليوم على أبعد تقدير. إننا مستعدون 100% لهذا اليوم العظيم".