تجتاح الفروقات العرقية والاجتماعية الاقتصادية أكثر تطبيقات التكنولوجيا تطورا، ومع استخدام شبكات النطاق العريض اللاسلكية في بعض الدول المتقدمة مثل الولاياتالمتحدة، بما في ذلك الجيل الرابع الأخير «تطور طويل الأمد» 4G LTE، نشهد انقساما وطنيا بين هؤلاء الذين يستفيدون من الاتصال وهؤلاء المتأخرين غير المستفيدين. والآن، يسبب ظهور شبكات الجيل الخامس 5G تصاعدا في الحاجة من الأطراف الفاعلة إلى تقييم البنية التحتية وشمولية التكاليف من أجل حل هذا الانقسام الرقمي. فكل المجتمعات بما فيها الأقليات الآن يمكنها الاستفادة من تكنولوجيات الجيل الخامس التي تُمّكن تطبيقات إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية، والتعليم والنقل والطاقة. ولكن هذه النتيجة متوقفة على رضا الأطراف الفاعلة والدعوة وبرمجة مبادرات التنوع المتعمد. حلقة نقاشية في 23 يناير الماضي، قام مركز الابتكار التكنولوجي في معهد «بروكينجز» باستضافة حلقة نقاش بخصوص موقف المجتمعات الأميركية من أصول أفريقية وإسبانية من أجل الاستفادة من طرح شبكات الجيل الخامس وتطبيقات إنترنت الأشياء المُمّكنة حديثا. وبدأ الحدث بعرض تقديمي منشور حديثا بعنوان «تمكين الفرص: الجيل الخامس وإنترنت الأشياء ومجتمعات البشرة الملونة». وأوصى التقرير بسياسات من أجل ضمان أن شبكات الجيل الخامس شبكات شاملة وبأسعار معقولة للجميع، وتخدم المصلحة العامة. ومن ثم تعمق النقاش في استخدام الجوال حاليا في الولاياتالمتحدة، وتكنولوجيات الجيل الخامس وتطبيقاتها، والآن نحو بناء إمكانية الوصول والفرص للأقليات. استخدام شبكة الجوال ذات النطاق العريض حاليا
خلال العقد الماضي، ملكية الجوالات الذكية في جميع الفئات العرقية في الولاياتالمتحدة قد تقاربت بشكل كبير. ووفقا لبيانات مركز «بيو» للأبحاث، فإن 77 % من ذوي البشرة البيضاء، و 76 % من الأميركيين من أصول إفريقية، و77 % من ذوي الأصول الإسبانية الآن يمتلكون هواتف ذكية. ولكن هذه الفئات لا تزال تختلف من ناحية كيفية استخدام شبكة النطاق العريض. 24 % من الأميركيين من أصول إفريقية و 35 % من أصول إسبانية يعتمدون على الهواتف الذكية من أجل وصولهم إلى الإنترنت، مقارنة ب 14 % فقط من ذوي البشرة البيضاء. التكلفة هي عائق واحد أمام الكثير من خيارات الإنترنت: 31 % من مستخدمي الإنترنت المعتمدين على الهواتف الذكية يحصلون على أقل من 30 ألف دولار في السنة. وبالرغم من القدرة على تحمل التكاليف والعوائق الأخرى، فإن 37 % من الأميركيين من أصول إفريقية و30 % من أصول إسبانية يقولون إنهم يتصلون بالشبكة «بشكل مستمر تقريبا»، أي أنهم يستخدمون أجهزة جوالاتهم بشكل نشط من بداية اليوم وحتى نهايته. الاستخدام الحالي للشبكة النطاق العريض بين مجتمعات البشرة الملونة يوضح التأثير المحتمل لتكنولوجيات الجيل الخامس الناشئة.
بناء إمكانية الوصول يفتتح المزيد من الفرص تكنولوجيات الجيل الخامس تستخدم الهوائيات الخلوية ونطاقات الطيف المتعددة من أجل توسيع قدرات عرض النطاق للشبكات اللاسلكية. ويفتتح عرض النطاق المتزايد مختلف الخيارات لأجهزة إنترنت الأشياء، خصوصا فيما يخص عدد أجهزة الاستشعار التي تستطيع أن تتصل في وقت واحد. مع تزايد عدد الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء الموسع، فإن قدراتها المتصاعدة في جمع البيانات تفتتح تطبيقات جديدة مثل الطب الإلكتروني والمركبات ذاتية القيادة وشبكات الطاقة الذكية. ومع الجيل الخامس، فإن تأثير الرقمنة قد يتوسع أكثر للمزيد من قطاعات الاقتصاد. شمولية التكنولوجيا لا تحدث بشكل طبيعي
يقول التقرير إن الشمولة في استخدام التكنولوجيا الجديدة لا تحدث بشكل طبيعي. حيث إنها تتطلب أطرافا فاعلة ملتزمة بأهداف واضحة ومعايير مسؤولية من أجل صنع التغيير. لدى الجيل الخامس الإمكانية لتغيير الطريقة التي بها نتفاعل مع الأجهزة المتصلة بالإنترنت، ولهذا السبب، سيكون من الضار على الجميع أن يتم استثناء المجتمعات الأميركية من أصول إفريقية وإسبانية من ذلك التطور. بناء على الرواية التي تتوقف على تأثير التكنولوجيا بدلا من رفع سرعات النطاق العريق ببساطة، فإنه من الممكن تطوير خطط التوزيع والخطط المعقولة التي تستطيع أن تضمن إمكانية الوصول العادلة. مع قدرات وتغطية أفضل، فإن الجيل الخامس يمثل فرصة جديدة لنقل أعداد أكبر من الأميركيين من أصول إفريقية وإسبانية في الجانب الآخر من الانقسام الرقمي.