عزة آل محمود نحيي القرار الشجاع لوزير التعليم، حيث استنهض الميدان ووجه كل طاقاته للالتفات إلى مستويات ونتائج الطلاب، وجعل النهوض بها هدفا مشتركا، وبث الإيمان به عبر تغريدة تفاعل معها الكثير بكل حب وترحاب، عندما وجدوا لغة الحرص والتشارك، ومن ثم بدأ الوزير الجديد وفريقه اعتماد كل الطرق والأساليب غير التقليدية وفق منهجيات طموحة تحاكي الواقع المنشود لتحقيق تنافسية عالمية تستحقها السعودية. طلابنا يفوق عددهم سبعة ملايين والطاقم الذي يرعاهم علميا وتربويا قرابة نصف المليون؛ تحريك هذه الجموع ناحية هدف سام هو من أنجح الطرق للتغيير والتطوير وتحقيق رؤية 2030، فكل رموز الفكر يؤكدون على أن الدول المتقدمة لم تكن كذلك إلا بالتعليم الذي يستشرف مستقبله ويسابقه. الطلاب اليوم أصبحوا أكثر تطلعاَ وتطورَا ولا يقبلون التلقي داخل الصف أو خارجه إلا من شخص يفوقهم علماً وذكاءً، ويمتلك مهارات عالية جدا، ويحيل مادته التي يقدمها إلى مجموعة من المعارف والخبرات تشابه تلك التي في النماذج الاحترافية والأسئلة الذكية التي تقدمها الأولمبياد، واختبارات TIMSS واختبارات PISA واختبارات pirls والاختبارات الوطنية واختبارات قياس للقدرات وللموهبة، وكنا كتبنا مقالا بعنوان (التعليم وأزمة الثقة في المخرجات) ننادي فيه بشيء مما سبق. ثم اقترحنا عام 1439 على مدير التعليم بمنطقتنا تصورا لتكون الاختبارات الوطنية والدولية جزءا من عملنا المهم كإدارة متميزة، فلعمري أن التميز الحقيقي الذي يبحث عنه كل عاقل هو النهوض بمستوى الطالب وإعداده لينافس عالميا، في منظومة تعليم لم تبن إلا من أجله. وبعد شهر من اقتراحنا، أنشأ وزير التعليم آنذاك العيسى المكتب التنسيقي لتقويم الأداء والاختبارات الدولية وبعدها توالت التنظيمات، وكان ختامها مسك بقرار آل الشيخ، ونؤمن بهذا القرار وما سيصنع من فروق إيجابية في شخصية الطالب ونضجه وفكره، وسيتعدى الأمر إلى تغييرات في كل من يعمل في التعليم، كنا نراها يوما من المثاليات التي نتمناها ولا نلمسها!