وسط تحذيرات سياسية واقتصادية من حدوث كارثة جراء استمرار تظاهرات «السترات الصفراء» للأسبوع الثاني على التوالي، استمرت المسيرات الغاضبة أمس، وسط العاصمة باريس ومدن فرنسية أخرى، غداة يوم مشحون دعا له قادة الاحتجاجات للمطالبة بالإصلاحات والتغيير. وحذر وزير المالية الفرنسي برونو لومير، أمس، من أن العنف المرتبط بالتظاهرات التي تجتاح البلاد يشكل «كارثة» بالنسبة لاقتصاد فرنسا، مشددا خلال زيارته المحال التجارية في باريس التي تعرضت إلى النهب خلال الاحتجاجات، على أنها كارثة بالنسبة للتجارة وكارثة على الاقتصاد الوطني. مئات الموقوفين يأتي ذلك في وقت أوقفت السلطات الفرنسية 1723 شخصا في جميع أنحاء فرنسا خلال الجولة الأخيرة من التظاهرات التي شهدت مصادمات بين محتجين وشرطة مكافحة الشغب. وأعلنت وزارة الداخلية، أمس، أن 1220 من بين مجموع الموقوفين حُبسوا قيد التحقيق. وأوضحت الوزارة أن عدد المتظاهرين المشاركين في تظاهرات أول من أمس، وصل إلى حوالي 136 ألف شخص، وهو العدد نفسه تقريباً الذي شارك في تظاهرات الأول من ديسمبر. خطاب ماكرون من جانب آخر، اتجهت أنظار الفرنسيين، أمس، إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يبدي موقفه من الأزمة، وذلك غداة اليوم الرابع من تعبئة «السترات الصفراء» التي ما زالت قوية وأفضت إلى أعمال عنف وعدد قياسي من المعتقلين. وتكررت مشاهد أعمال العنف من إطلاق الغازات المسيلة للدموع في محيط جادة الشانزيليزيه وتكسير واجهات وإحراق سيارات في باريس، وكذلك صدامات في مدن كبيرة مثل بوردو وتولوز ومرسيليا ونانت، وإغلاق شوارع وحواجز على طرق.