على امتداد أربعة عقود من الزمن انشغل الدكتور غيثان بن علي بن جريس في الاهتمام بالتاريخ والحضارة الإسلامية، وتاريخ المملكة ومناطقها، بما فيها تاريخ المنطقة الجنوبية التي تعد جزءا مهما من هذا الوطن الممتد لاتساع قارة. وبعد سنوات من الاشتغال بهذا المجال أسفرت عن إطلاقه 40 مؤلفا، بينها مجلدات ضخمة، وإلى جانبها دراسات وأبحاث علمية ورسالة دكتوراه ومقالات، فضلا عن العمل في مجال التدريس والبحث العلمي، والمشاركة في الندوات واللقاءات العملية، وابتداء من عام 2015، بدأ الدكتور غيثان يفكر في تحويل جميع أعماله العلمية الورقية إلى رقمية، فأنشأ موقعا رسميا شخصيا يدرج فيه كل ما يتعلق به من كتب وبحوث ونشاطات علمية أخرى، حتى احتوى على أكثر من 33 ألف صفحة، وما زال يتطور وتزداد تفريعاته ومحتوياته. خلاصة الموقع يتكون الموقع من 4 أبواب، أولها المقدمة، ثم الميثاق، فالسيرة الذاتية للدكتور غيثان، ورابعا، المحتويات. وتتفرع المحتويات إلى رسالة الدكتوراه، والمؤلفات، وموسوعة (القول المكتوب في تاريخ الجنوب)، والأبحاث والدراسات، والرحلات، ومؤلفات قدم لها، ومقالاته ومقالات عنه، ووثائقه الخاصة، ومكتبة الصور والفيديو وفروع أخرى منها التواصل. الوطن تحتضن حفل التدشين انطلاقا من واجبها الوطني وتفعيلا لمسؤوليتها الاجتماعية احتضنت صحيفة «الوطن»، مساء أول من أمس، حفل تدشين الموقع الإلكتروني الرسمي للأستاذ الدكتور غيثان بن جريس، وذلك على مسرح الصحيفة بمقرها الرئيسي بأبها، وسط حضور عدد من المسؤولين من داخل الصحيفة وخارجها وبحضور عدد من المهتمين بالشأن، الثقافي والتاريخي.
إثراء معرفي بدأ حفل التدشين بتلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم تلا ذلك كلمة لنائب رئيس تحرير صحيفة الوطن ماجد البسام رحب فيها بالحضور، مؤكدا أن صحيفة «الوطن» تتباهى بنهجها في التغيير والتطوير وتفخر بما حققته ووصلت إليه طوال مسيرتها الإعلامية لخدمة الوطن الأكبر. وأضاف أن مؤسسة عسير للصحافة والنشر تسعد باحتضان حفل تدشين الموقع الإلكتروني الخاص بالأستاذ الدكتور غيثان بن علي بن جريس، وقال: «مؤملين أن يحقق هذا الموقع المأمول والمردود منه لخدمة الباحثين والمهتمين بالتاريخ جيلا بعد جيل». وأردف: «شكرا لكل من منحنا هذه الفرصة، وشكرا لمن حضر وتفاعل، مقدما خالص الامتنان للدكتور غيثان بن جريس على جهده الكبير في إثراء المكتبة العربية بالإصدارات المتنوعة والمعلومات التاريخية المهمة والمخطوطات النادرة والقيمة». وفي ختام كلمته نقل البسام تحيات وتقدير رئيس تحرير «الوطن» الدكتور عثمان الصيني الذي غيبته ارتباطات العمل الطارئة عن الحضور في هذا الاحتفال. تحول رقمي ألقى ابن جريس كلمة شكر فيها كل من أسهم في إكمال موقعه الإلكتروني، وخص بالذكر أبناءه الطلاب من الجنسين، وزملاءه من الجامعات السعودية، بالإضافة إلى العاملين بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الذين عملوا على مدى ثلاث سنوات لتحويل مادة الموقع من ورقي إلى رقمي. كما توجه ابن جريس بالشكر لصحيفة «الوطن» وفي مقدمتهم رئيس التحرير الدكتور عثمان الصيني، ونائبه ماجد البسام وزملائهما العاملين في الصحيفة، وقال «أكرموني بالإعداد والتجهيز لإطلاق هذا الموقع». وبين ابن جريس أن هذا الموقع الإلكتروني هو خلاصة أعمال علمية متعددة أخذت أكثر من 40 عاما، وهي بحوث وكتب علمية، ورحلات، ومحاضرات ولقاءات ونقاشات تدور في فلك العلم والبحث والمعرفة، وبخاصة في تاريخ وحضارة الإسلام، والاستشراق والمستشرقين، والأقليات الإسلامية، وانتشار الإسلام وحضارته في بعض بقاع الأرض. كما أوضح أن النصيب الأكبر من المادة العلمية المطبوعة والمنشورة في هذا الموقع هو عن تاريخ وحضارة جنوب شبة الجزيرة العربية وعلى وجه الخصوص البلاد الواقعة بين حواضر اليمن والحجاز الكبرى، والمعروفة في بعض كتب التراث الإسلامي باسم «تهامة والسراة»، وقال: «إذا كان مجموع الكتب والبحوث المرفوعة في الموقع 140 كتابا أو بحثا فإن 75 % تقريبا من هذه المادة الرقمية تدرس أحوال تهامة والسراة السياسية، والإدارية، والاجتماعية، والاقتصادية والعلمية، والثقافية، والفكرية، والإعلام، ودراسات أدبية ولغوية وتراثية أخرى منذ عصور ما قبل الإسلام إلى عصرنا الحديث». وأعلن ابن جريس خلال حفل التدشين أن جميع المواد الموجودة على الموقع هي وقف لله، عز وجل، للعرض والتحميل وليست للربح أو التكسب، سائلا الله أن يكون هذا العمل خالصا لوجهه، سبحانه. ونيابة عن مثقفي وأدباء منطقة عسير ألقى عميد كلية المجتمع رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع كلمة أشار فيها إلى سعادته الغامرة بتدشين جهود كبيرة لمؤرخ واسع الاهتمام وموسوعي المعرفة، اهتم بالتاريخ واهتم بالحضارة على امتداد التاريخ العربي والإسلامي القديم والحديث في منطقة عسير سراة وتهامة والمنطقة الجنوبية بشكل عام. يذكر أن موقع الدكتور غيثان بن جريس http://prof-ghithan.com/ يشتمل على المقدمة، وميثاق الموقع، والسيرة الذاتية للدكتور غيثان بن جريس، ومحتويات موقع الأستاذ الدكتور غيثان بن جريس هي: «رسالة الدكتوراه، والمؤلفات، وموسوعة القول المكتوب في تاريخ الجنوب، والأبحاث والدراسات، والرحلات، ومؤلفات قدم لها الدكتور غيثان وراجعها، ومجلة بيادر، وابن جريس في الصحف والمجلات، ومؤلفات منشورة عن ابن جريس، ووثائق غيثان بن جريس الخاصة، ومكتبة الصور، ومكتبة الفيديو، وفروع أخرى، والتواصل». رسالة الدكتوراه والمؤلفات يرصد الموقع رسالة الدكتوراه التي ناقشها الدكتور غيثان بعنوان «التاريخ الاجتماعي والحرفي والتجاري لبلاد الحجاز خلال العصر العباسي الأول (132232 /747 847)، وهي مكتوبة بالإنجليزية في حوالي 400 صفحة، وقدمها في قسم الدراسات الشرقية في جامعة مانشستر عام (1409 /1989). كما يرصد مؤلفاته التي تجاوزت ال40 كتابا مطبوعا ومنشورا، منها 25 مؤلفا في مجالات عديدة مثل: دراسات في التاريخ والحضارة الإسلامية في القرون الإسلامية المبكرة والوسيطة، وكتب عن الأقليات الإسلامية في العالم، وعن الاستشراق والمستشرقين ودراساتهم لبعض الجوانب الحضارية الإسلامية، وانتشار الإسلام في إفريقيا أو بلاد فارس والهند وجنوب شرق آسيا، وكتب لبعض البلدان في شبه الجزيرة العربية مثل: مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، والطائف، والقنفذة، والباحة، ونجران، وجازان، وبيشة، والنماص، وبلاد بني شهر وبني عمرو وغيرها، وتجاوز عدد صفحاتها ال12500 صفحة. القول المكتوب في تاريخ الجنوب أفرد الموقع بابا خاصا لتاريخ الجنوب الذي ركز عليه الدكتور غيثان، حيث ألف فيه سلسلة وصلت حتى الآن إلى 15 مجلدا في 8500 صفحة، صدر جزؤها الأول عام (1426 /2005)، والجزء ال15 صدر أخيرا. وتدرس الموسوعة تاريخ وحضارة واقتصاد واجتماع وثقافة وتعليم وفكر وأعلام وآثار ونقوش جنوب البلاد منذ العصر الجاهلي حتى وقتنا الحاضر. وهذه الموسوعة تحتوي على كم هائل من المادة العلمية الجديدة التي تتعرض لمناطق الجنوب السعودي (الطائف والباحة والقنفذة وعسير وجازان ونجران). 4 أبحاث ودراسات
يتضمن الموقع كذلك أبحاثا ودراسات نشرها الدكتور غيثان في مجالات عدة، فله أكثر من 130 بحثا باللغة العربية، وأخرى بالإنجليزية منشورة في مجلات داخلية وخارجية، وفيها بحوث علمية موثقة ومنشورة في مجلات علمية محكمة، وأخرى في مجلات علمية ثقافية، مثل المنهل، والعرب، والفيصل وغيرها. ويوجد في الموقع الآن 50 دراسة منها، تتجاوز صفحاتها ال3 آلاف صفحة. رحلات يسلط الموقع في باب خاص الضوء على رحلات الدكتور غيثان وتجوله في العالم، ولديه مدونات كثيرة عن رحلاته ومشاهداته. وبدأ محمد بن أحمد بن معبر بجمع رحلاته في جنوب البلاد السعودية، وخرجت هذا العام (1440 /2018) في مجلدين تحت عنوان «الرحلات والرحالة في الجنوب السعودي (ق215ه/ق821م)، وتقع في أكثر من 1100 صفحة.
وثائق خاصة في باب خاص يرصد الموقع مراسلات الدكتور غيثان وتقاريره مع أهل عصره منذ حوالي 40 عاما، واجتمع عنده أكثر من 60 مجلدا، معظمها رسائل متبادلة مع الأفراد والمؤسسات الإدارية الرسمية والأهلية الداخلية والخارجية، وقد اختار منها الأستاذ محمد بن أحمد بن معبر حوالي 5 آلاف وثيقة تدور في فلك الحياة العلمية والفكرية والثقافية والحضارية في منطقة عسير بشكل خاص وفي المملكة عامة، ونشرها في 8 مجلدات تحت اسم «وثائق غيثان بن جريس الخاصة: الرسائل المتبادلة مع الهيئات والأفراد (14131434 /19932013)». وهناك 3 أجزاء جديدة في طريقها للنشر بنفس العنوان وتغطي الفترة من (14351440، /20142019). مكتبة الصور يتضمن الموقع 50 صورة فوتوغرافية جميعها عن حياة الدكتور غيثان منذ كان في ال16 حتى العقد الثالث من القرن (15 /20). وسيكون هناك فرع آخر يوجد فيه آلاف الصور الفوتوغرافية التي تعكس صورا من التاريخ الحضاري لأجزاء عديدة في المملكة بخاصة جنوبها. مكتبة الفيديو
يحتوي الموقع على أكثر من 20 فيديو (YouTube) بمعدل (40 60) دقيقة لكل شريط، وأقدمها يعود إلى عام (1407 /1987) عندما كان غيثان يدرس الدكتوراه في مانشستر ببريطانيا، وآخرها حديث في أوائل عام (1440/ 2018). فروع أخرى يؤكد الموقع أن الدكتور غيثان يسعى إلى تحقيق وتحويل بعض الأنشطة العلمية إلى نظام رقمي مثل الوثائق العامة، حيث يوجد لديه آلاف الوثائق المتنوعة في موادها، وعنده كثير من المقابلات الشخصية المسجلة على أشرطة، يوجد فيها تفصيلات تاريخية وحضارية عن جوانب عدة في مناطق الجنوب السعودي خلال ال60، وال70 عاما الماضية، وهناك أكثر من 410 أبحاث لطالبات وطلاب أشرف عليها في برامج درجات البكالوريوس، والماجستير والدكتوراه، وهي متوفرة لديه ورقيا، وهو يسعى جاهدا لتحويلها إلى نظام رقمي ووضعها في موقعه الإلكتروني حتى يستفيد منها المؤرخون وطالبات وطلاب الدراسات العليا، وكذلك تحفظ بأسماء أصحابها.
من السيرة الذاتية لغيثان بن جريس من مواليد قرية آل مقبول في بلاد بني عمرو من سروات محافظة النماص عام (1379 /1959) درس خلال مراحل تعليمه الأولى في مدينة النماص، وتخرج في الثانوية عام (1396/ 1976) التحق بكلية التربية في أبها فرع جامعة الملك سعود- وحصل على بكالوريوس علم التاريخ والحضارة عام (1400 /1980) حصل على الماجستير عام (1405 /1985) من أميركا حصل على الدكتوراه من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة (1409 1410 /1989) حصل على درجة الأستاذ المشارك، ثم درجة الأستاذية من جامعة الملك سعود عام (1417 /1996) عمل معيدا ثم أستاذا مساعدا، فمشاركا، فأستاذا في فرع جامعة الملك سعود بأبها حوالي 20 عاما يعمل في جامعة الملك خالد حتى الآن حصل على جوائز عدة داخل المملكة وخارجها عضو مؤسس في عدد من الجمعيات العلمية والبحثية