ظهرت الطرود المشبوهة في التاريخ الأميركي الحديث منذ 99 عاما وبالتحديد منذ عام 1919، ورغم أن موجاتها تختفي حسب التشديد الأمني ومراقبة مراكز البريد، إلا أنها تعود بين الفترة والأخرى، وكان آخر عودتها تحديدا في شهر أكتوبر الجاري. وعادت هذه الطرود إلى إثارة الذعر في الداخل الأميركي وذلك قبل انتخابات التجديد النصفي، وبعد مرور ساعات قليلة من الإعلان عن العثور على هذه الطرود المشبوهة التي أرسلت على فترات متقاربة ويخشى أنها قنابل إلى شخصيات أميركية ومؤسسات إعلامية شهيرة، علق الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقول إن «الجمهوريين والديموقراطيين يدينون معا إرسال الطرود المشبوهة». وأضاف: أن الطرود التي أرسلت لشخصيات ديموقراطية بارزة وآخرين كانوا أهدافا متكررة لانتقاداته الحادة سيتم فحصها، مشيرا إلى أن تحقيقا يجري الآن في هذا الشأن. وتابع: «لا يمكن أن نتساهل تجاه هذه المحاولات الجبانة وأنا أندد بقوة بكل من يختار طريق العنف». أما رئيس مجلس الشيوخ «الكونجرس» ميتش ماكونيل، فاعتبر أن الطرود المشبوهة بمثابة «إرهاب داخلي». طرود أمام رموز ديموقراطية سادت حالة من الذعر خلال ال48 ساعة الماضية، وذلك بعد أن أعلن جهاز الخدمة السرية الأميركي الأربعاء، أنه اعترض طردين مشبوهين موجهين إلى منزل الرئيس السابق باراك أوباما في العاصمة واشنطن ومنزل المرشحة الديموقراطية لانتخابات 2016 الرئاسية هيلاري كلينتون في نيويورك. وأصدر الجهاز بيانا أوضح فيه أن تحقيقا واسع النطاق فتح على مستوى السلطات الفدرالية والمحلية. وأوضح مسؤول في الجهاز أن شرطة الخدمة السرية تعاملت مع الطردين كقنبلتين محتملتين، موضحا ألا أحد من أسرة أوباما أو كلينتون كان في خطر. وقالت الخدمة السرية إن الطرود تم التعرف عليها على الفور على أنها أجهزة متفجرة محتملة وتم التعامل معها على هذا النحو. وأضافت أنه تم اعتراضها قبل تسليمها إلى كلينتون وأوباما. وقال بيان للخدمة السرية: أوباما وكلينتون لم يتلقيا الطرود أو كانا عرضة لخطر تلقيها». ومن جهتها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن العبوة الناسفة الأولى عثر عليها شخص فني مسؤول على فحص الخطابات المرسلة إلى منزل كلينتون بمنطقة شابكوا في مدينة نيويورك. ومن غير الواضح حتى الآن المكان الذي عثرت فيه الطرود المشبوهة الأخرى. ووفقا لبيان صادر عن جهاز الخدمة السرية الأميركي، فإن الطرد الأول كان موجها إلى السيدة كلينتون في وقت متأخر من 23 أكتوبر الحالي. جهاز مشبوه في مبنى للمراسلين أعلنت وسائل إعلام أميركية عن إخلاء مبنى يضم شبكة من مراسلي قنوات تلفزيونية، بينهم قناة «سي إن إن» بعد العثور على جهاز مشبوه، ولم يعرف بعد إذا ما كان أيضا عبوة ناسفة. ويأتي ذلك بعد يوم على إعلان الشرطة العثور على ما يبدو أنها عبوة ناسفة في صندوق بريد خارج منزل الملياردير جورج سوروس، المعروف بتوجهاته الليبرالية في نيويورك. استهداف البنتاجون وليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات الأميركية عن طرود مشبوهة استهدفت مراكز حساسة، فقد سبق أن استهدفت وزارة الدفاع الأميركية بداية شهر أكتوبر الجاري، حيث عثرت السلطات على طردين على الأقل، يشتبه في احتوائهما على مادة الريسين، وهو بروتين شديد السمية، يستخرج من بذور نبات الخروع. وأكدت الوزارة حينها أنه تم العثور على الطردين في مرفق تسليم موجود على أرض البنتاجون، ولكن ليس داخل المبنى الرئيسي الذي يضم مكاتب وزير الدفاع. وقالت إن الطردين كانا موجهين لشخص ما بالبنتاجون، لكنها لم تكشف عن اسمه. تاريخ الإرهاب عن طريق تسليم الطرود البريدية في الولاياتالمتحدة
أكتوبر 2018: رسائل سامة للرئيس ترمب قال مكتب الادعاء بمدينة «سولت ليك» إنه تم القبض على ملاح بالبحرية الأميركية كمشتبه به في تحقيق يتعلق بمظاريف بريدية أرسلت إلى مسؤولين أميركيين ويخشى من احتوائها على مادة الريسين السامة مارس 2018: مفجر أوستن في مارس 2018، قام «أوستن بومبر» بإرسال طرود تحمل عبوات ناسفة، وأسفرت عن مقتل شخصين وترويع ولاية تكساس. 2001 هجمات الجمرة الخبيثة بعد هجمات 11 سبتمبر، بدأت الطرود المشبوهة الملغمة بالجمرة الخبيثة تظهر في مبنى الكابيتول بواشنطن ومنافذ الأخبار في فلوريداونيويورك وقتلت 5 أشخاص . 1947 قنابل للرئيس ترومان كان الرئيس هاري ترومان هدفا لعدد من الطرود المشبوهة التي سلمت إلى البيت الأبيض من قبل دائرة البريد عام 1947، وبعد الكثير من التحقيقات ألقي اللوم على الإرهابيين الصهاينة 1975 - 1996 عرف تيد كازينسكي باسم «مفجر الجامعات والطائرات»؛ وتم القبض عليه عام 1996، ويقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة. 1936 صندوق سيجار قتلت قنبلة مخبأة في صندوق سيجار أُرسلت عبر خدمة البريد الأميركية رجلا وابنه في ويلكس بار، بولاية بنسلفانيا، في عام 1936. واتهمت السلطات حينها رجلا محليا كان متورطا في نزاع حول نقابة العمال قنابل عام 1919 اعترض عمال خدمة البريد الأميركي 36 قنبلة بريدية استهدفت أشخاصا بارزين، ولكن إحداها انفجرت في جورجيا مما أدى إلى إصابة ممرضة