وعد الرئيس السوداني عمر البشير "بمساعدة" جنوب السودان على "بناء دولة "شقيقة ومستقرة" إن قررت المنطقة الانفصال في استفتاء مفصلي مقرر خلال أقل من أسبوعين. وقال البشير في كلمة أمس "نقول لإخواننا في الجنوب هناك، الكرة في ملعبكم والقرار عندكم إن قلتم وحدة أهلا وسهلا وإن قلتم انفصالا أيضا أهلا وسهلا"، وتابع البشير "مرحب بدولتكم دولة شقيقة ودولة جارة نتعاون ونتكامل في أي شيء لأن الذي بيننا أكثر من أي دولتين". وفي المقابل هدّد القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان، بأنه إذا تم التضييق عليها في الشمال عقب الانفصال "ستكون هناك خيارات أخرى"، في إشارة إلى خيار القوة وحمل السلاح. وقال سنعمل على الخيار السلمي ومن يرفضه يتحمل النتائج. وأضاف في حديث تلفزيوني "سنعبر الجسر عندما ندركه. الخيار المفضل لدينا والذي سنعمل بكل مجهوداتنا عليه هو الخيار السلمي الديمقراطي، وإذا رفض هذا الخيار، فعلى من يرفضه أن يتحمل النتائج". وتابع "المقاتلون السابقون للحركة الشعبية في شمال السودان أكبر من مقاتلي دارفور مجتمعين. لا نريد أن نسلك هذا الطريق، فهو مضر باستقرار الشمال ومضر بالسودان". إلى ذلك أعلنت حركة العدل والمساواة المعارضة بزعامة خليل إبراهيم استعدادها للعودة للحوار المباشر مع الحكومة السودانية عبر منبر الدوحة. وأكد كبير المفاوضين أحمد تقد جاهزية وفد الحركة بالدوحة للتفاوض مع الحكومة حول القضايا الكلية المختلف حولها، مشيرا إلى تسلم الطرفين وثيقة من الوساطة المشتركة من أجل دراسة مضمونها. وقال إن وقف إطلاق النار والعدائيات أبرز ملامح الوثيقة". ومن جانبه أكد المتحدث باسم الحركة أحمد حسين آدم، أن الحركة تتعاون مع الوساطة القطرية وجاءت إلى الدوحة بعقل منفتح لكن المشكلة تكمن في الحكومة السودانية التي "يجب عليها التعاون مع الجهود القطرية". من جهة أخرى أظهر تقرير سري للأمم المتحدة كشفت عنه صحيفة "دير تاجستسايتونج" الألمانية، أن 50 خبيرا من الأممالمتحدة يعملون في برنامج الأممالمتحدة لتطوير جنوب السودان، حصلوا خلال العام الجاري على رواتب باهظة بلغت قيمتها 14 مليون دولار. وأشار إلى أن عددا من هؤلاء الخبراء تلقوا رواتب شهرية "خيالية" لوظائف لا وجود لها في وثائق برنامج التطوير. وفي سياق متصل يجري الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي سلسلة لقاءات في الخرطوم التي وصلها أمس، بدأها بالرئيس البشير ونائبه الأول سلفاكير ميارديت "بهدف التوصل إلى حلول بشأن القضايا العالقة بين شريكي الحكم وسبل تسويتها قبل إجراء الاستفتاء". وأوضح رئيس مكتب الأمين العام السفير هشام يوسف قبل مغادرة الأمين العام للخرطوم أمس "أن موسى سيتشاور مع كبار المسؤولين بحكومة السودان وكذلك قادة الحركة الشعبية في الجنوب ومواصلة العمل مع شريكي الحكم للتوصل إلى حلول بشأن القضايا محل الخلاف".