اكذب اكذب حتى يصدقك الناس، بينما القاعدة السليمة تقول: مهما تكذب تكذب فلن يصدقك الناس. على كل حال، تنظيم الحمدين اعتمد على القاعدة الأولى في سياسة الإعلام المضلل في الترويج لأي خبر مزيف، وعلى هذه القاعدة اعتمدت الأجندة الإعلامية القطرية في تعاطيها مع أي قضية تخص المملكة العربية السعودية، والهدف هو الإساءة والتشويه أمام الرأي العام في العالم، ولكن سرعان ما تنكشف وتعود إلى صاحبها بالخيبات والسقوط. يقول جريجوري ساينيسكي، حول الأخبار المضللة والكاذبة «إن الحقيقة واضحة ومحددة، والكذبة عائمة بدون تفصيل، ابحثْ دائما عن التفاصيل في الأخبار، وإذا كانت الصورة غير واضحة، فلا بد أن هناك سببا لذلك». من يتابع بدقة، سيرى أنه من الواضح جدا أن هناك تنسيقا منظما وإغراقا كبيرا للمواد المغلوطة، يكشف عن الاستعداد المسبق لدى وسائل الإعلام المدعومة من النظام القطري، ومشردي الإخوان في تركيا، وهذا ما يجعل هناك شعورا بأن الأمر ليس مجرد تغطية إعلامية فحسب، بل هو عمل دبر بليل، اشترك فيه ممثلون قاموا بدورهم المسرحي، تزامن ظهورهم مع بداية نشر المئات من المواد الصحفية، من فيديوهات وصور مفبركة، تم توزيعها خلال الساعات الأولى بشكل منسق وسريع بين دول العالم، إضافة إلى صناعة المحتوى الذي ضخ في وسائل التواصل الاجتماعي، وكل هذه المحاولات هي أيضا للتأثير على السياسيين في العالم، لاتخاذ مواقف ضد السعودية، رغم عدم ثبوت أي دليل مادي يثبت تورط السعودية في قضية اختفاء جمال خاشقجي، إضافة إلى أن التحقيقات ما زالت جارية في هذا الشأن، بتنسيق أمني سعودي تركي، وستنكشف كواليس مسرحية خاشقجي بكثير من المفاجآت. بلا شك، إن ما تواجهه المملكة -قيادة وشعبا- من تحديات ومؤامرات خبيثة، هي لاستهداف الأمة وقبلة المسلمين، ولكنه جعل الشعب السعودي يزداد قوة وصلابة وثباتا، فقد أثبتت كل الظروف التي مرت بها المملكة -خلال العقود الماضية- أنها الدولة الأقوى بحكمة قيادتها وبمحبة شعبها، معتبرين ذلك من الركائز والفطرة الوطنية، رافضين المساس بالأمن والاستقرار، وإن البيان الواضح والصريح الذي أصدرته المملكة ضد كل من يحاول تهديدها وابتزازها، هو رد يعبّر عن الإرادة الصلبة والرفض التام لبعض التصريحات التي اعتمدت -للأسف- على أخبار مزيفة، وهذا البيان لقي تأييدا شعبيا واسعا بكل ما سيتخذ من إجراءات دبلوماسية واقتصادية حازمة تجاه المتربصين الذين يتلقفون الإشاعات والأخبار المفبركة، وهو نابع من طبيعة السعودي الذي لم يفهمه الآخرون بعد، في مدى العلاقة المتينة والانسجام الذي يربط القيادة والشعب، وتشكل قوة لا تقهر.