لفتت فعالية «السواني» أنظار زوار مهرجان عنيزة للتمور 39 الذي انطلقت فعالياته مطلع الأسبوع. وكانت اللجنة المنظمة للمهرجان قد حرصت على توفير أركان خاصة بالفلاحة قديما، وزودتها بالآلات الزراعية التراثية، كما حرصت على مشاركة كبار السن والشباب ممن يمارسون مختلف أعمال الزراعة. و«السواني» هي عملية استخراج المياه من الآبار بواسطة الجمال وغيرها من الحيوانات، ويقوم بهذه المهنة أشخاص معينون. وقال المشرف العام على الفعاليات هزاع الثبيتي إن «الساني يقوم بهذه العملية قبل صلاة الفجر، ليبدأ بالتصدير وهو استخراج الماء، لري الحيوانات والماشية، ونقل المياه إلى البيوت مقابل أجرة معينة». وأضاف «تستخدم في السواني حيوانات مدربة لهذا العمل تمشي مسافة معينة داخل أرض محفورة تسمى المنحاة، وتقف عندما تصل القربة وهي وعاء لملء الماء إلى قاع البئر لتمتلئ، وهكذا يُصب الماء من القرب في اللزاء، وهو أداة لجمع الماء ومن ثم توزيعه، ومن الأدوات المستخدمة في هذه العملية الرشا والسريح والمقاط والضمد». وأوضح الثبيتي أن «الدواليب الخشبية للسواني وتسمى باللهجة الشعبية المحاحيل تصدر أصواتا مميزة، ويقوم الساني بإنشاد الأشعار والغناء معها». وأوضح المدير التنفيذي للجنة التنمية السياحية بعنيزة خالد بن علي العبيد، أن «مثل هذه الفعاليات تعرف الناشئة بطرق الزراعة قديماً وخاصة تلك المتعلقة بالنخيل، وهذا مانهدف إليه بالضبط، إذ إن دور هذه المهرجانات ليس التعريف والتسويق لمنتج اقتصادي هام وهو التمور وحسب بل يجب أن يصاحب ذلك أركان تعريفية تربط الماضي بالحاضر ليتعرف الأبناء على الصعوبات التي التي وجدها الآباء والأجداد أثناء التعامل مع النخلة».