هناك حرب ابتدأها الإعلام ضد الأطباء لا هوادة فيها، فلقد بات الطبيب مذنبا حتى يثبت عكس ذلك، هذه المهنة العظيمة التي تمس مباشرة حياة البشر، هي المهنة التي مجد أصحابها في جميع الدول المتقدمة ...حيث إن أصحاب هذه المهنة يحظون بالاحترام والتقدير ..فهذا العمل لا يشعر بصعوبته غير أهله، ليست المسألة أن الطبيب قضى نصف عمره يدرس، وليست المسألة أن الطبيب ترك أحباءه وأهل بيته وقضى عمره في عمله، وليست المسألة أن الطبيب يقابل جميع الطبقات ويتعامل مع كل العقول والنفوس، وليست المسألة أن الطبيب وقته ليس ملكه وليست المسألة أن الطبيب ليس له أن يغط في نوم عميق، وليست المسألة أن الطبيب ليس له حق أن يمرض وليست المسألة أن شعر رأسه قد شاب وبدنه قد عاب وهو في طور الشباب، ولكن المسألة أنه يحمل هم مريضه إلى بيته وبين أهله وناسه وفي نومه ويقظته حتى أصبح جزءا لا يتجزأ من حياته. عجبت من أناس جعلوا همهم محاربة الطبيب، هذه الحرب التي يقودها الإعلام في التقليل من قيمة الطبيب والحط من شأنه، وأنهم ليسوا سوى مجموعة من الجزارين والذين يتفننون في قتل البشر وهتك الأعراض وإحداث العاهات حتى إنهم جيشوا الجيوش وأصبح هناك وللأسف الكثير من يؤيدهم في الانتقاص من الطبيب صاحب أشرف المهن ..لا أعلم لماذا توجه الأقلام والعقول والسباب إلى أبناء الوطن، لماذا ينتقص من حقهم ؟ ، لماذا يخونون؟ ، لماذا يظلمون ويشكك في علمهم وأخلاقهم؟ هل هو ذنبهم أنهم أرادوا أن يكونوا أطباء في أوطانهم ..هل أردنا أن نكون من المتأخرين، نمجد أهل الرقص والمغنى وكل شيء ليس له في لب الحياة معنى، وننتقص أهل العلم والمعرفة والمنفعة. يا من تظن أن الطبيب يجمع المال فظنك هو محض الخيال، فلم يعط الطبيب حقه وظلم في عمله وعلمه، لم لا نسأل أنفسنا ، لماذا فقدنا العقول النيرة وأهل الخبرة ؟ لماذا السباب والشتائم والانتقاص من أهل العلم والمعرفة لماذا الاستخفاف بهم وبقدراتهم، فقد تجد مقالا يشكك في الأطباء ويتهمهم وينتقص منهم، وتفاجأ بردود يندى لها الجبين فقد استباحوا دمه وشككوا في ذمته. تخلفنا في كل شيء حتى في احترام أنفسنا ..كيف نطمح أن يكون لنا مكان بين الأمم وقد عجزنا عن تطبيق أبسط أمور ديننا وهي احترام بعضنا.