تزامنا مع انسداد أفق الحلول السياسية أو العسكرية على الساحة الليبية، أكد الخبير الليبي في العلاقات الدولية نبيل نجم الدين، أن التآمرات الداخلية وفوضى السلاح المنتشر بكثرة بين الميليشيات الليبية، أكثر ما يرجئان حل الأزمة في البلاد. وأوضح نجم الدين في حديث ل»الوطن» أن تآمرات قطر وإيران موثقة في ليبيا، وذلك في ظل الأدلة التي أوردها المتحدث باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري في ندوة سابقة، وبينت التورط القطري المفضوح في تسليح تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، ومحاولة الميليشيات السيطرة على النفط ومنابع التصدير وعلى بنك ليبيا المركزي. وأبان نجم الدين أن إغراق المدن الليبية بالأسلحة، ودعم العصابات الإجرامية إبان فترة سقوط نظام العقيد الراحل، معمر القذافي، أدخل البلاد في دوامة من الفوضى، داعيا إلى أهمية تأمين الموارد النفطية التي تعد العصب الرئيسي للاقتصاد الليبي. الملاحقة القضائية شدد نجم الدين على ضرورة تحرك السلطات الليبية بمقاضاة جميع الدول والكيانات المتورطة في دعم الإرهاب بليبيا، حيث أكد أنه في حال تعرضت دولة ما للتدخل والعبث من قبل دولة أخرى، فإن القانون الدولي يكفل للدولة المتضررة بالتظلم لدى الجهات القانونية لأخذ الإجراءات المناسبة، مشبها الأزمة الليبية بالفوضى التي حدثت للعراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، مبينا أن ما يحصل في ليبيا هو جزء من المخطط لتدمير المنطقة ونهب ثرواتها، وأن تكون الساحة الليبية قاعدة لتصدير الفوضى والإرهاب إلى الدول المجاورة والإقليم بشكل عام.
فشل المجتمع الدولي أبان نجم الدين، أن مصر أدركت خطورة المخطط الذي يحاك للمنطقة، وتدخلت لحماية حدودها وأمنها القومي، وتسعى لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية تحت مظلة واحدة. وأبان أن ليبيا باتت محط أنظار العالم باحتضانها نحو 50 ألف عنصر مقاتل جاءوا من نحو 41 دولة حول العالم، مستغربا من تخاذل المجتمع الدولي وعدم ملاحقة مثل هؤلاء بالتقنيات الحديثة التي تمتلكها.وأكد أن ما يحصل في ليبيا هو خلق للأزمة، قبل أن يتم الدفع بها إلى مرحلة الذروة ثم التدخل بدعوة إيجاد حلول، وفي الحالتين تعتبر الطريقتان غير شريفتين لأن التضحية بهذه الشعوب لخدمة أجندات كبيرة شيء غير شريف. وتابع قائلا «أؤكد أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المسئولين الليبيين، ففي عام 2011 وبعد أن كانت ليبيا تقدم دعما ماديا لكل الدول الأفريقية والأنظمة، أصبح المواطن الليبي الآن مشردا، وبلاده معرضة للتقسيم، والميليشيات المسلحة هي التي تسود وتقود الحياة». وعن وحدة الصف الليبي والخروج من هذا النفق المظلم والتواطؤ من قبل الدول الخارجية مثل قطر وتركيا وإيران في تفتيت ليبيا، أكد نجم الدين أهمية حل الصراع بشكل داخلي لسد الباب أمام التدخلات الخارجية، وذلك عبر زيادة الثقة بين القيادات الليبية، وتغليب المصالح الوطنية عن الشخصية، وسحب السلاح من الميليشيات لاستعادة مفهوم الدور الضائع من ليبيا.
الانعكاسات تهديد أمن الدول الأفريقية والأوروبية وقف تصدير الشحنات النفطية عزلة سياسية ودبلوماسية ليبية عن المحيط الدولي وقف جميع أشكال التعاون العسكري والاقتصادي تفاقم أزمة المهاجرين والمتاجرة بهم أهمية ليبيا الجيوسياسية منطقة استراتيجية رابطة بين إفريقيا وأوروبا احتضانها للثروات الطبيعية امتلاكها شواطئ ساحلية ممتدة حلول للأزمة رفع الثقة بين أطياف الشعب الليبي سحب سلاح الميليشيات توحيد الفصائل العسكرية تحت مظلة وطنية تأمين الحقول النفطية تغليب المصالح الوطنية عن الشخصية تنظيم انتخابات بإشراف أممي