قفزت أسعار النفط صوب أعلى مستوى لها في عامين أمس حيث ساهمت موجة البرد في الولاياتالمتحدة في انتعاش الطلب وانخفاض المخزونات وارتفاع استهلاك الوقود في عام 2010 بنسبة أعلى من المتوقع. فقد زاد خام القياس الأوروبي مزيج برنت 14 سنتا إلى 93.79 دولارا للبرميل. ودفعت موجة البرد الشديد في الولاياتالمتحدة وأوروبا أسعار النفط إلى تجاوز 90 دولارا للبرميل في أحدث جولة من المكاسب التي بلغت أكثر من 40% بعد تسجيل أدنى مستوى في عام في مايو. وقفزت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي في بورصة نايمكس أمس، مسجلة أعلى مستوى لها في 26 شهرا عند 91.32 دولارا للبرميل. وارتفعت اسعار عقود النفط الخام الأميركي الخفيف لتسليم فبراير 78 سنتا أو 0.86% إلى 91.26 دولارا للبرميل. في حين أعلنت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس من مقرها في فيينا أن سلة خامات "أوبك" تخطت حاجز ال 90 دولارا للبرميل في تعاملات أول من أمس، وذلك للمرة الأولى منذ سبتمبر عام 2008 ، ووصل سعر خام أوبك إلى 90.02 دولاراً للبرميل بزيادة 48 سنتا عن سعر إغلاق الثلاثاء. وتؤيد السعودية العضو المهيمن على منظمة أوبك نطاقا سعريا للنفط يتراوح بين70 إلى 80 دولاراً، وهو نطاق من غير المرجح أن يضر بالتعافي الاقتصادي العالمي. لكن دولا أعضاء مثل فنزويلا وليبيا وإيران تهدف إلى سعر يبلغ حوالي 100 دولار للبرميل. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أول من أمس إن مخزونات النفط الخام في الولاياتالمتحدة سجلت هبوطا بلغ 5.33 ملايين برميل الأسبوع الماضي. وتراجعت المخزونات في أكبر مستهلك للنفط في العالم بمقدار 19 مليون برميل منذ السادس والعشرين من نوفمبر وهو أكبر انخفاض في ثلاثة أسابيع منذ عام 1998. من جهة أخرى بدأ وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) في الوصول إلى القاهرة أمس حيث من المقرر أن يبحثوا خلال اجتماعهم اليوم برئاسة وزير النفط الإماراتي محمد الهاملي عدة قضايا يتصدرها استقرار أسعار النفط وانعكاس ذلك على تدفق استثمارات البحث عن البترول ومتابعة الشؤون البيئية والتغير المناخي، إلى جانب مناقشة نتائج المؤتمر العربي التاسع للطاقة الذي عقد منتصف العام الحالي في قطر. لكن رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط شكري غانم قال أمس إن سعر النفط عند 100 دولار للبرميل سيكون سعراً عادلا في الوقت الحالي، وأضاف غانم: "أعتقد أن أسعار النفط تعكس الوضع بالسوق التي تحظى بتوازن جيد. من العدل القول بأنه سعر جيد لكني مازلت أعتقد أنه يحتاج للتحسن قليلا". لكن اجتماع منظمة "أوابك" لن يصدر عنه قرار رسمي بشأن الإمدادات، لكنه سيناقش المنظمة ومشروعاتها خلال العام الحالي، وعلى رأسها الشركات البترولية التابعة للمنظمة والدراسات الفنية والاقتصادية الخاصة بها. كما سيتم خلال الاجتماع إعلان أسماء الباحثين الفائزين بجوائز أوابك العلمية التي تهدف إلى تشجيع البحث العلمي في مجالات الصناعة البترولية. وتضم "أوابك الدول العربية الأعضاء في أوبك بما فيها السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم بالإضافة إلى مصر وسورية وتونس والبحرين.