اختتم في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس في الأحساء مهرجان "التراث العمراني"، المصاحب للمؤتمر الدولي للتراث العمراني في الدول الإسلامية، بتنظيم من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتنفيذ لجان التنمية الاجتماعية في الأحساء، وذلك في قصر إبراهيم الأثري في الهفوف، واستمر 7 أيام مليئة بالفعاليات الترفيهية والثقافية والتراثية والألعاب الشعبية، وتجاوز عدد زواره ال 21 ألف زائر وزائرة، بمتوسط 3 آلاف زائر وزائرة يومياً خلال الفترة المسائية. وتضمن المهرجان معرضا للتصوير الفوتوجرافي عن التراث العمراني، ومعرضا للوحات الفن التشكيلي عن التراث العمراني، ومعرضا لتقنيات وأساليب البناء والزخرفة ومكونات التصميم الداخلي للمباني التراثية، ومعرضا للحرف والصناعات اليدوية، ومعرضا للمقتنيات التراثية، ومعرض النخلة التراثي، ومعرض الكتاب التراثي، وعروض الألعاب الشعبية التراثية، ومعرضا للأسر المنتجة، ومسرح الطفل الترفيهي الشعبي، وركن المرأة الشعبي، وركن المطبخ الشعبي. وضمت الحرف اليدوية في المهرجان صناعة البشوت، وحباكة الكتب، وصناعة التحف الخشبية، والمناظر الطبيعية، والصور القديمة التي تعبر عن الماضي، والمجسمات التراثية، وبيع الملابس الشعبية وكذلك الخباز والقفاص والحداد والنجار وغيرها. وكان الحدث الأبرز في المهرجان، هو إطلاق مسابقة أجمل زي شعبي، وقد جذبت هذه الفعالية أعداداً كبيرة من الأطفال الذي يرتدون أزياء شعبية تمثل مختلف مناطق ومحافظات المملكة، في خطوة لإعادة ارتداء الأزياء الشعبية، التي كادت أن تندثر، وانحصر ارتداؤها في السنوات الماضية على كبار السن من الرجال والنساء، وشملت عروض المسابقة مجموعة من الأزياء التقليدية المختلفة، الأكثر جمالاً التي ترمز للحضارة السعودية قديماً. وتم تسليم جميع الأطفال المشاركين في المسابقة جوائز ترضية، والفائزين جوائز قيمة، وشارك في تقييم الأزياء مجموعة من المهتمين بالتراث وكبار السن، وهدفت المسابقة إلى الحفاظ على التراث الشعبي السعودي في مجال الألبسة والأزياء. فيما شارك عشرات النساء بالأكلات الشعبية في المملكة سابقاً في مسابقة أفضل طبق شعبي. وأشار رئيس اللجنة التنظيمية للمهرجان عبدالله عيسى السلطان إلى أن فعالية الألعاب الشعبية، حظيت بترحيب الجميع، الأمر الذي دفع بالقائمين على المهرجان إلى تكررها طيلة أيام المهرجان، مبيناً أنه تبدأ هذه الفعالية بتعريف مبسط عن الألعاب الشعبية، وتقديم أهازيج عن تراث المسحراتي بمشاركة مجموعة من الممثلين الذين يجسدون حركة الأطفال سابقاً، ويصاحبها تعلم تلاوة القرآن الكريم في الكتاتيب، ومن ثم ممارسة بعض الألعاب الشعبية الأحسائية كلعبة العود والخطفة، ولعبة القرقر، والقرقيعان، ولعبة الكعابة، ولعبة الحيلة، ولعبة الزقواية، ولعبة الساري، ولعبة الجموا الخيل لجموها، لعبة دريكع، لعبة شاك لوله، لعبة طاق طاقية، لعبة الذئب والغنم. وشهد المهرجان، طيلة أيامه توافد الزوار من المواطنين والمقيمين لمتابعة فعالياته، مشيدين بالقائمين عليه إتاحة الدخول بالمجان لجميع أفراد المجتمع، مبينين أن المهرجان فرصة رائعة للعائلات وللشباب في التعرف على ماضي آبائهم وعلى حرفهم اليدوية وطبيعة أعمالهم التي كانوا يمارسونها بشكل يومي سابقاً، مطالبين باستمرارية المهرجان بشكل سنوي، وتحويله إلى قرية شعبية تراثية دائمة داخل قصر إبراهيم.