فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه «حل الجزء الأكبر» من المشكلة النووية الكورية الشمالية، وذلك بعد القمة التي عقدها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بسنغافورة الأسبوع الماضي، شككت تقارير في التزام زعيم كوريا الشمالية كيم أون يانج بوعوده التي تعهد بها خلال اللقاء بالرئيس ترمب بسنغافورة الأسبوع الماضي. وأشارت التقارير إلى تجربة الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق كوفي عنان، عندما ذهب إلى بغداد لإقناع صدام حسين بالسماح لمفتشي الأسلحة التابعين للمنظمة الدولية بدخول مواقع حساسة، مشيرين إلى أن عنان استطاع إقناع صدام بالموافقة على كل ما طلبته واشنطن، وعواصم أخرى، إلا أن صدام غير رأيه بعد ذلك، ومنعهم من الوصول إلى مواقع حساسة، وانهارت الصفقة لتشن الولاياتالمتحدة بعدها حربا ضد العراق.
قواعد اللعبة ذكرت التقارير أن كوريا الشمالية تطبق حاليا قواعد اللعبة التي اتبعها صدام حسين في العراق، مضيفة أن على العالم التساؤل عما إذا كانت الولاياتالمتحدة سوف تتبع أيضا قواعد لعبتها السابقة في العراق، لافتة إلى أن ترمب يقف خطوة كاملة خلف ما حققه عنان، لأنه وفريقه سيعودان إلى واشنطن دون الحصول على أي نوع من الاتفاق بشأن مفتشي الأسلحة، كما أن ترمب لم يختبر مدى استعداد بيونج يانج للسماح لأولئك المفتشين بالتجول عبر بلاده، خلافا لصدام حسين، أسلحة دمار شامل متطورة. وكان الزعيم الكوري الشمالي قد وعد خلال اللقاء بالرئيس الأميركي بتجميد برنامج التجارب النووية في مقابل أن توقف الولاياتالمتحدة تمارينها البحرية مع كوريا الجنوبية.
ابتزاز العالم كانت قمة سنغافورة أتاحت إطلاق «عملية تحقق قوية» من تفكيك الترسانة الكورية الشمالية، وقال ترمب إن الرئيس السابق باراك أوباما أخبره قبل توليه منصبه بأن «أخطر مشكلة» للولايات المتحدة هي برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية، مضيفا «لقد قمت بحل تلك المشكلة، لقد تم حل الجزء الأكبر من تلك المشكلة». وفي تعليقهم على تصريحات ترمب، عبر مراقبون عن مخاوفهم من توهم الرئيس الأميركي لانصياع الزعيم الكوري الشمالي لمسألة تفكيك الترسانة النووية، لافتين إلى أن كيم قد يستغل المحادثات في حصد الشرعية التي سعى إليها، دون التخلي عن قدرته على ابتزاز العالم.