تتميز عادات أهل الكويت في شهر رمضان المبارك بخصوصيتها وطقوسها الاجتماعية منها الغبقات والديوانيات، وبعض ما تحفل به الذاكرة والتراث الكويتي من رموز شعبية مثل أبو طبيلة، أو كما يسمى المسحراتي في بعض الدول العربية. ويقول الباحث في التراث الكويتي الدكتور يعقوب الغنيم إن «أبو طبيلة» شخصية رمضانية كانت ذائعة الصيت فيما مضى في الكويت، ولقب بذلك لأنه كان يحمل طبلة يضرب عليها وهو ينشد ويدعو أثناء تجواله على الأحياء والفرجان والسكيك لإيقاظ الناس للسحور. وجبات خفيفة أضاف الغنيم أن طبيلة في اللهجة الكويتية تصغير لكلمة الطبلة، وكان أبو طبيلة حريصا على أن يتقدم بفترة قصيرة عن الإمساك ليوقظ الناس على السحور بمدة كافية، لتتاح الفرصة لربات البيوت لتحضير وجبة السحور التي عادة ما تكون خفيفة ومؤلفة من الأرز الخالي من اللحم لسهولة إنجازه في وقت قصير واللبن والتمر أو ما يتبقى من الفطور ويحفظ في «الملالة». وذكر أن «أبو طبيلة» كان يطوف على المنازل في منطقة يتفق عليها مع زملاء له حتى لا تتداخل مهامهم فيما بينهم، وكان يسير على قدميه مسافات طويلة مناديا (لا إله إلا الله محمد رسول الله..السحور يرحمكم الله)، ويدق على طبلته لإيقاظ النائمين برفق. تاريخ قديم بين الباحث في التراث الكويتي، أن من العادات الكويتية والتي لا تقتصر على شهر رمضان المبارك بل طيلة أيام السنة هي (الديوانية) التي تطلق كمسمى على قسم من أقسام البيت لكن بمدخلين أحدهما للداخل والثاني إلى الخارج، وتخصص للقاء الأصدقاء والأهل والضيوف. وذكر أن للديوانية تاريخا قديما في الكويت وكانت ولا تزال بمنزلة منتدى يجمع أبناء المنطقة «الفريج»، حيث يلتقون ويتحدثون ويقدم لهم الشاي والقهوة وحتى الطعام. وقال إنه في رمضان يزداد اهتمام الناس بالديوانية وتتميز عن باقي الأيام بتقديم الغبقة، وهي من الوجبات الخفيفة ما بين الفطور والسحور، مبينا أن (الغبقة) جاءت من لفظ (الغبوق) وهي من مفردات اللغة العربية الفصحى وتعبر عما يتناوله المرء ليلا من اللبن والتمر. نصح وإرشاد أشار الغنيم إلى أن الديوانية في رمضان تمتاز بتقديم وجبة السحور، واستكمالا لدور الديوانية في رمضان فإن بعض العوائل الميسورة تحضر أحد رجال الدين يقرأ شيئا من القرآن الكريم أو السيرة الشريفة والأحاديث ويقدم النصح والإرشاد ويرد على أسئلة الحاضرين. وقال الباحث في التراث الكويتي منصور الهاجري أن أهل الكويت عادة ما كانوا في ليالي العشر الأواخر من رمضان يتجمعون لزكاة الفطر ويتحضرون لاستقبال العيد بالملابس الجديدة وصناعة الحلوى و(السمبوسة) لتقديمها لضيوفهم ليلة العيد، وفي صباح أول أيامه، حيث تنصب (القدوع) وصحن كبير يتصدر مجلس الضيوف.