قال تقرير لمعهد «brookings» إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مستمرة في التعامل بشكل متقلب مع قضايا تجارة الصين، مشيرا إلى أن الوفد الكبير بقيادة وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين الذي زار الصين مؤخرا استعرض مجموعة من المطالب بخصوص تقليل عدم الاتزان التجاري وفتح الأسواق وحماية الملكية الفكرية، كما أنه طلب من الصين بعض الإجراءات وصفت ب«المعاهدات غير المتكافئة» التي تم فرضها على الصين في القرن التاسع عشر. وذكر التقرير أن هذه المهمة التجارية تبعها عقوبات على شركة الاتصالات الصينية «زد.تي.إي» بما يؤشر إلى أن العلاقات الاقتصادية بين بكينوواشنطن في الحضيض، موضحا أن الرئيس ترمب نشر تغريدة مثيرة للدهشة قائلًا فيها إنه يرغب في العمل مع الرئيس شي جين بينغ كي يساعدوا شركة «زد.تي.إي» على الوقوف من جديد. أفضل شركات الهواتف وبحسب التقرير، فإن قضية شركة «زد.تي.إي» تبرز إلى أي مدى وصلت العلاقات التجارية الصينية الأميركية، إذ إن هذه الشركة هي أحد أفضل الشركات المصنعة للهواتف المحمولة في العالم ولديها 75000 موظف وتبيع حوالي 55 مليون قطعة في السنة الواحدة، وكذلك خدمات ومعدات واتصالات أخرى، كما أن الشركة ليست معروفة في الولاياتالمتحدة لأنها تستهدف السوق المنخفض إلى المتوسط في الصين وأماكن أخرى في العالم النامي. وأنها في العام الماضي حققت 17 مليار دولار في المبيعات. وذكر التقرير أن شركة «زد.تي.إي» هي شركة صينية مهمة ظاهريًا، ولكنها ذات علاقات جيدة مع الحزب الحاكم. القانون الأميركي قال التقرير إنه عندما تقوم شركة مثل «زد.تي.إي» بشراء القطع عالية التقنية من الموردين الأميركيين، فهي توافق على الالتزام بعقوبات التكنولوجيا الأميركية مثل منع البيع على إيرانوكوريا الشمالية، لافتا إلى أنه في عام 2017 تم تغريم شركة «زد.تي.إي» من قبل وزارة التجارة بسبب عمليات بيع غير قانونية لهاتين الدولتين. وأشار التقرير إلى أن شركة «زد.تي.إي» اعترفت بعمليات البيع غير القانونية، ووافقت على عقوبة المديرين المتورطين ولم تتبع بدقة الاتفاقية، فيما قامت وزارة التجارة بمنع الشركات الأميركية من البيع على شركة «زد.تي.إي» لمدة سبعة سنوات، بينما بعث الرئيس ترمب برسالة تعني أن العقوبات القانونية التنظيمية بالإمكان التفاوض لتخفيفها.
تخفيف العقوبات فقا للتقرير، فإن نائب رئيس وزراء الشؤون الاقتصادية لي هو الموجود حاليا في واشنطن لمناقشة بعض القضايا الاقتصادية، ربما يتوصل إلى اتفاقية تتضمن عقوبة مخففة أو مؤجلة على شركة «زد.تي.إي»، مقابل ذلك أظهر الصينيون رغبتهم بشراء المزيد من السلع والخدمات من الولاياتالمتحدة وبالتدريج فتح المزيد من الأسواق. وذكر التقرير أن الصين ليست راغبة في التفكير في المطالب القصوى مثل الالتزام بتقليل عدم الاتزان التجاري أو التخلي عن السياسة الصناعية «صُنِع في الصين 2025» التي تستهدف تطوير قطاعاتهم عالية التقنية، لافتا إلى أن الموقف الصيني تجاه الاتزان التجاري لديه صلاحية مؤكدة.
العجز المالي أوضح التقرير أنه نظرًا للعجز المالي المتزايد في الولاياتالمتحدة، فإنه من الطبيعي للعجز الإجمالي الأميركي أن يتزايد، حيث بلغ العجز في السلع والخدمات في الربع الأول 18.5% بنسبة أعلى مقارنةً بالربع الأول لعام 2017، نظرًا لأن الصين تعتبر شريكا تجاريا مهما، ومن ثم فقد أصبح العجز الثنائي تقريبا متماثلا. وأشار التقرير إلى عامل آخر في المعادلة هو نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية واجتماع القمة المرتقب لترمب وكيم المقرر في 12 يونيو في سنغافورة، مبينا أن الرئيس ترمب ينوي تحقيق حدث تاريخي دبلوماسي في سنغافورة، وسيحتاج إلى التعاون القوي من الصين كي يحصل على الصفقة التي تقوم من خلالها كوريا الشمالية بالتدريج بتقليل مشاريع الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية. وذكر التقرير أنه من خلال مفاوضات كوريا الشمالية ربما تقف شركة «زد.تي.إي» على قدميها مرة أخرى، وذلك سيكون جزءا من الصفقة الاقتصادية التي تكون مرتبطة بشكل غير مباشر بهذه المفاوضات.