علمت «الوطن» أن مرتكب جريمة إطلاق النار على الأم الضحية التي حاولت أن تفتدي نجلها بدر بحضنها، وتتلقى الرصاصة تلو الأخرى، مروج ومدمن مخدرات، وسبق أن لاحق الأسرة من نجران إلى محافظة خميس مشيط، كما طارد الأبناء وصدم سيارتهم وهرب، إلى أن ارتكب جريمته الأربعاء بعد عودة أم بدر وأبنائها من السوق. خيّم الحزن على منطقة نجران، أمس، عقب تشييع الأم الضحية في جريمة حي الضباط، التي حاولت أن تفتدي نجلها بدر بحضنها، وتتلقى الرصاصة تلو الأخرى، أطلقها جانٍ سعودي متعاط ومروّج للمخدرات، وسط استنكار عدد واسع من الأهالي في المنطقة الجنوبية. تشييع الضحية شيّعت جموع غفيرة من الأهالي، أمس، الضحية أم بدر «42 عاما» عقب صلاة الجمعة، إذ أُديت الصلاة عليها في جامع العسكري، بحضور عدد من المسؤولين وأقارب الضحية والمواطنين، ثم تم مواراتها الثرى في مقبرة طعزة بحي الفيصلية. وتعود تفاصيل القضية إلى، مساء أول من أمس، بحسب الناطق الأمني لشرطة منطقة نجران الرائد عبدالله العشوي، إذ إن الأجهزة الأمنية باشرت جريمة بشعة، نفَّذها جانٍ سعودي متعاطٍ ومروج للمخدرات، إذ قتل مواطنة وأصاب ابنها بسلاح ناري ولاذ بالفرار. وكشفت المعلومات الأولية أن الجاني نفَّذ جريمته في حي الفيصلية بمنطقة نجران، وتم إسعاف المصاب ونُقل ليتلقى العلاج في المستشفى، وهو في حالة حرجة، فيما تواصل الجهات الأمنية عملها ميدانيا حتى هذه اللحظات. وأضاف العشوي «في أقل من 24 ساعة وبجهود الجهات الأمنية في المنطقة تم القبض على الشخص مرتكب جريمة القتل البشعة، ليلة أول من أمس، وسلّمت القضية لفرع النيابة العامة بالمنطقة بحكم الاختصاص». تداعيات الجريمة «الوطن» التقت بزوج الضحية، رئيس لجنة الشهداء والمصابين بقوة نجران، رئيس الرقباء، مسفر سعيد آل المؤنس، الذي بدت عليه علامات الأسى قائلا: الحمد لله على قضائه وقدره، فلم تكن أم بدر مجرد زوجة، بل كانت كل الحياة منذ زواجنا قبل 25 عاما، وأنجبت منها 5 أولاد وبنتين، قامت على تربيتهم بكل أمانة وحنان وحب وإخلاص، رحمها الله، وكنت أنا وابني قد تلقينا عدة رسائل نصية وصوتية من الجاني يهددنا فيها، مؤكدا أنه سيحرق قلبي على أولادي، بسبب أنني تقدمت بشكوى ضده إلى الجهات الرسمية، نتيجة قيامه بإطلاق النيران بكثافة في الهواء داخل الحي قبل شهرين، وتداركا للشر قمت بنقل أسرتي إلى محافظة خميس مشيط، لكنه لحق بهم إلى هناك يوم الأربعاء 7/ 5/ 1439 وطرق باب البيت ثم لاذ بالفرار. وفي الأحد 11/ 5/ 1439 قام بملاحقة أولادي وصدم سيارتهم وهرب، ثم حاول الاشتباك مع الأولاد بعد عودتهم إلى نجران أكثر من مرة، وتقدمت إلى وزارة الداخلية وإمارة المنطقة والشرطة بعدة شكاوى ضد الجاني، وعندي عدة رسائل صوتية ونصية من الجاني، يهدد فيها بأنه سيدمر حياتي وحياة أولادي -تمتلك «الوطن» تسجيلين لها ونسخا من الرسائل- لتكون الفاجعة مساء الأربعاء الماضي بعد عودة زوجتي وأولادي من السوق لشراء مستلزمات شهر رمضان، ليمطرهم بوابل من الرصاص من سلاح رشاش ثم يلوذ بالفرار، لكن أثلج صدورنا إنجاز الجهات الأمنية بالقبض عليه بعد أقل من يوم من الجريمة، وتقديمه للعدالة في بلد العدل والأمن. التبرؤ من الجاني استنكر أقارب وأسرة الجاني 21 عاما، العمل الذي قام به، وأكدوا في خطاب لهم أمس، أنه تصرف فردي لا يقروه ولا يرضون به، وليس لهم أي علم بهذه الجريمة التي لا يقرها أي مذهب أو عرف أو ديانة، متقدمين بأصدق التعازي لذوي الفقيدة، سائلين الله أن يتقبلها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم ذويها الصبر والسلوان، وأن يمن على المصاب بالصحة والعافية، ونحمد الله بأنه قد تم القبض على الجاني من الجهات الأمنية -أعانها الله- وسيتم اتخاذ الإجراءات النظامية تجاهه، وسيلقى جزاءه في الدنيا والآخرة بين يدي رب العالمين. وكان والد الجاني -المتقاعد في إحدى الجهات الأمنية- قد تقدم لأمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بخطاب قبل شهرين، تبرأ فيه من ابنه نتيجة لأفعاله الدنيئة التي لا يقبلها الدين والوطن.