أكد والد ضحية الخطأ الطبي في النماص «تغريد» محمد العمري ل«الوطن»، أنه تم التواصل معه الإثنين الماضي من قبل الشؤون الصحية بعسير، ومن إدارة مستشفى النماص العام، وأخبروه بحضور لجنة من صحة عسير للوقوف على ملابسات الواقعة، مشيرا إلى أن الخوض في بعض التفاصيل لن يكون مفيدا للقضية، وأنه يحتفظ بالتفاصيل ليقدمها للمسؤول في حال التحقيق، مرجعا ذلك لأهمية عدم الإفصاح عن بعض التفاصيل البسيطة التي وردت في بعض الرسائل المتناقلة وبعض المواقع الإلكترونية. فتح تحقيق قال العمري ل«الوطن»: «إن مدير المستشفى والمدير المناوب منذ حدوث المشكلة وهما على تواصل مستمر معي حتى اليوم، كما أشيد بتعاملهما معي ومع القضية بكل إنسانية، وحتى حراس الأمن كانوا في قمة الإنسانية في التعامل ومعايشة الوضع الذي فجعنا به»، موضحا: «لا نتهم أحدا أبدا ولا نعلم ما حصل داخل غرفة العمليات ولكن ما حدث لابنتي تغريد يستوجب فتح تحقيق من لجنة مختصة، فإذا ثبت أن هناك تقصيرا فليحاسب من قصر في تأدية عمله، وإذا ثبت أنه قضاء وقدر فالحمد لله، وسنكون راضين بما كتبه الله، وهذا سيريحنا من طول التفكير، والحقيقة أنني أتابع حاليا الهجوم على بعض موظفي مستشفى النماص العام والذين ليس لهم ذنب، بل على العكس كما ذكرت كانوا جميعهم معي بمشاعرهم وبما يستطيعون فعله تجاهي، ولا نرضى أن يُظلم أحدٌ، بل أسعى إلى فتح تحقيق لتبيان الحقيقة الغائبة عن الجميع حاليا». وكان موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قد شهد تغريدات عديدة تواسي العمري، ذكر بعضهم فيها قصصا لهم مع مستشفى النماص العام ومستشفيات أخرى تحت وسم «#تغريد_ضحيه_خطا_طبي». 3 أيام حتى الوفاة أوضح العمري أن تغريد دخلت عند التاسعة من صباح الخميس 10 شعبان، وهي في حالة طبيعية بآلام الولادة الطبيعية، وبقيت حتى الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم، وقال: «ثم أبلغنا الطبيب أنها بحاجة لعملية قيصرية فتم التوقيع من قبل زوجها لإجراء العملية، وفي الخامسة والنصف خرجت الممرضة لتبشرنا بأن تغريد وضعت مولودا ثم بقيت في غرفة العمليات ساعات طويلة ولم يخبرنا أحد عن سبب هذا التأخير. فبدأت بالتواصل مع المدير المناوب ثم مدير المستشفى لنستعلم عن سبب هذا التأخير المقلق، وبقينا حتى الساعة الحادية عشرة ونصف ليلا، ثم علمنا في هذا الوقت أنها في غيبوبة وتم نقلها للعناية المركزة، ثم بدأت المؤشرات الحيوية تقل حتى توفيت يوم السبت اليوم الثالث للعملية، وخلال تلك الأيام طلبت مخاطبة المستشفيات القريبة مثل مستشفى عسير المركزي ومستشفى أبها للولادة ومدينة الملك فهد الطبية ولم يقبل أحد الحالة إلا مستشفى الملك فيصل، وبعد الموافقة وحضور طائرة الإخلاء تم إبلاغي أن حالتها صعبة ونقلها جوا يشكل خطرا على حياتها. وحظيت القضية بمتابعة من نائب أمير عسير الأمير تركي بن طلال والموظفون بمكتبه الذين يتواصلون مع والد تغريد باستمرار ويطمئنون على حالة ابنته.يضيف العمري، من المحزن أن وزارة الصحة لا تلتفت لمستشفى بحجم مستشفى النماص العام، حيث لا يوجد فيه استشاري، وهو بحاجة لذلك منذ فترة، كما نرجو من الوزارة الاهتمام ودعم المستشفى بالكوادر المؤهلة والأجهزة الطبية اللازمة. حالة سابقة كانت«الوطن» قد نشرت في أغسطس 2015 قضية (فتاة النماص) التي تعرضت لخطأ طبي في نفس المستشفى، وتوفيت نتيجة لذلك، واستمرت التحقيقات لمدة عامين، وحتى الآن لم تتضح الصورة بخصوص تلك القضية.