افتتح الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، أمير منطقة نجران، أمس، فرع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بحضور نائب أمير المنطقة الأمير تركي بن هذلول، ورئيس مجلس أمناء المركز الدكتور عبدالعزيز السبيل، والأمين العام للمركز الدكتور عبدالله الفوزان، وعدد من أعضاء مجلس الأمناء، والمشايخ والأعيان والمثقفين والإعلاميين. تقهقر الأعداء أكد الأمير جلوي بن عبدالعزيز في كلمته، أن مصدر قوة هذه البلاد يكمن في التمسك بدين الله، والتفاف الشعب حول ولاة الأمر -أيدهم الله- وتكاتفهم فيما بينهم، وقال «من هنا احتار الأعداء فينا، فخابوا وتقهقروا»، منوها بحرص القيادة الحكيمة -رعاها الله- على نشر ثقافة الحوار التي أرسى قواعدها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وسار على نهجه أبناؤه، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله. وأشاد أمير نجران بما تعيشه المنطقة من ألفة، كرّسها مجتمع نجران، قائلا «تبتهج منطقتنا الغالية اليوم بافتتاح فرع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ليكتمل هنا المشهد الذي صنعه مجتمع المنطقة الكريم، والنسيج الذي حاكه، بتآلفه وتآخيه». تقدم ورقي أشار الأمين العام للمركز الدكتور عبدالله الفوزان إلى عزم المركز افتتاح فروع جديدة له في عدد من مناطق المملكة قريبا، لتكون منصة للاستماع إلى كل المواطنين وتناول القضايا التي تهمهم، وطرح رؤاهم وأفكارهم بما يلبي احتياجاتهم ويواكب تطلعاتهم، لافتا إلى أن الفرع الجديد بمنطقة نجران سينشط مع كل أطياف وشرائح المنطقة، ليشاركوا في تنمية وطنهم. المناهج التعليمية وضع رئيس الأمناء بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الدكتور عبدالله السبيل، الكرة في ملعب وزارة التعليم بشأن تضمين منهج للحوار الوطني يدرّس في مراحل التعليم العام المختلفة، وقال في تصريح إلى «الوطن» أمس، واجب علينا جميعا أن نربي أجيالنا من الطلاب والطالبات على ثقافة الحوار، ومسألة وضعه ضمن المناهج التي تدرس في المدارس أمر يعود قراره إلى وزارة التعليم، مشيرا إلى أن هناك تواصلا بين المركز ووزارة التعليم لجعل الحوار الوطني في المناهج التعليمية. حوار علني حول الاتهامات التي توجه إلى المركز بالركود، قال الدكتور السبيل، نريد أن تتحول الأحاديث السرية إلى أحاديث علنية، من أجل الحوار، ولم يحدث أي ركود للمركز إطلاقا، وإنما تحول من الإعلام إلى العمل، وأصبح يهتم بمسائل التدريب وتدريب الأشخاص، وخلال الشهرين الماضيين تم عقد كثير من الجلسات، وهناك توجه وإستراتيجية جديدة للمركز، وسننطلق للحوار عبر كثير من الأوجه، منها التشكيل والفنون. جسر للتواصل وأضاف، نظم المركز كثيرا من اللقاءات الوطنية للحوار، والتي شارك فيها أكثر من 9000 مواطن ومواطنة من مختلف شرائح المجتمع، وأطيافه الفكرية وفئاته العمرية في جميع المناطق، وناقشت تلك اللقاءات موضوعات «الوحدة الوطنية - المرأة - الاعتدال - التطرف - التعليم - الصحة - الإعلام - الموقف من الثقافات العالمية - الشباب» وغيرها. كما نظم المركز 8 لقاءات للحوارات النوعية، بهدف الإسهام في صياغة الخطاب الثقافي السعودي، عبر مناقشة كثير من الموضوعات الفكرية والثقافية والإعلامية. وحدة وطنية أضاف الأمير جلوي بن عبدالعزيز، ومن هنا أجزم بالقول، إن مجتمعها الكريم قدّم مثالا راقيا وساميا وعظيما للوحدة الوطنية، وجسّدها في مواقف راسخة وثابتة لا تهتز، في السلم والحرب، وعند الرخاء والشدة. وتجول أمير نجران، وسمو نائبه، في أرجاء فرع المركز، واستمعا إلى شرح عن مرافقه، قدمه المشرف على الفرع، راشد آل منجم، وقاما بالإمضاء على لوحة «بصمة وطن»، والتي رُسمت عليها صورة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، ببصمة أكثر من ثمانية آلاف شاب وشابة من مناطق المملكة كافة، إذ سطر الأمير جلوي بن عبدالعزيز في أعلاها عبارة «بكل الفخر والاعتزاز». وأشار السبيل إلى أن افتتاح فرع نجران يأتي تنفيذا لتوجه المركز بالتوسع والوصول إلى كل مناطق المملكة، وإتاحة الفرصة لأهالي المنطقة بمختلف أطيافهم الفكرية والمذهبية للحوار والتفاعل وإبداء الآراء، والإسهام في قراءة واقع منطقتهم، معربا عن أمله بأن يواصل الفرع الجديد العمل على تحقيق أهداف المركز، وأن يصبح قناة للحوار المسؤول، وأداة فعالة في نشر رسالته ورؤيته بين أبناء وبنات المنطقة، بما يسهم في ترسيخ مبادئ الحوار والوسطية والاعتدال، وتعزيز قيم التلاحم الوطني والتعايش المجتمعي.