في مقاهي الرياض ومطاعمها التي يعمل فيها السعوديون هل ستقدم البقشيش؟، غالبية من يواجهون هذا الظرف يتخذون قرار تقديم البقشيش من عدمه بناءً على الموظف السعودي وهيئته وتقبله، ودائماً ما يرفض السعودي قبول البقشيش. «الوطن» التقت مجموعة من السعوديين الذين يعملون في مقاهي ومطاعم الرياض بالإضافة إلى الحديث مع العملاء المستفيدين من خدمات المطاعم والمقاهي. سلوك عالمي قال خالد سيف مقدم طلبات في إحدى مقاهي طريق «التحلية»: البقشيش سلوك عالمي متعارف عليه حتى إن بعض الدول لديها أسلوب محدد في حساب إجمالي البقشيش وفقا للفاتورة النهائية، ويكون البقشيش بنسبة محددة تزيد عن 10% ولا تتجاوز ال20% كما هو متعارف عليه. وأشار سيف إلى أنه لا يقبل البقشيش ودائماً ما يحرج العملاء -على حد تعبيره-، مبيناً أن رفضه القبول يشعر العملاء في المقهى بالحرج، إلا أن لديه ما يرى أنه مقوله راسخة يوضح بها سبب رفض البقشيش للعملاء بقوله: مرتبي جيد ولا يمكنني قبول البقشيش حتى وإن كان مرتبي قليلا جداً. مطلب مهم للعاملين أكد أحد الشباب السعوديين الذين يعملون في عربات الطعام المنتشرة في الرياض فضل عدم ذكر اسمه، أن البقشيش يعتبر مطلبا مهم للعاملين في كافة أنحاء العالم، وربما أن بعضهم يعتمد على البقشيش أكثر من الراتب الشهري، بل وبعض المقاهي والمطاعم في العالم توظف مقدمي الطلبات بمرتب يومي قليل جداً، لكن رواد المطعم أو المقهي يقومون باللازم بتقديم البقشيش المجزي الذي يغري الموظف للعمل. واستوقفت الصحيفة مجموعة من العملاء في منطقة عربات الأطعمة بجوار مكتبة الملك فهد في الرياض، إذ قالت منيرة الخالدي ل«الوطن»: لا أذكر أنني قدمت الباقي «البقشيش» لسعودي وقبله، وهذا الأمر ينطبق حتى في سيارات «أوبر وكريم»، وتعامل السعوديين مع موضوع البقشيش يشعرنا بالحرج وأصبحت امتنع عن عرض ذلك لأن السعوديين بشكل عام لا يتقبلون البقشيش. الاكتفاء بالمرتبات نوه خالد العنزي وهو أحد العملاء في مقهى شهير بالرياض، إلى أن البقشيش متعارف عليه دولياً على أنه يحفز الموظفين على بذل المزيد من الجهد للحفاظ على جودة العمل، وغالباً ما نرى صندوقا بجوار «الكاشير» يقدم العملاء إكرامياتهم فيه. وبين العنزي أن البقشيش أو الإكرامية لا تنطبق في السعودية خصوصاً مع العاملين السعوديين الذين اختاروا أن يكتفوا بمرتباتهم الشهرية دون الاعتماد على البقشيش، موضحاً أن تقارير اقتصادية تشير إلى أن حجم ما يحصل عليه العاملون في المطاعم فقط من بقشيش في العالم يقدر ب180 مليار ريال سعودي سنويًا.