جاء موت عملية السلام في الشرق الأوسط حين أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما إقلاعه عن محاولة إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة، ولم يسارع أحد إلى دفنها .ويشعر الائتلاف اليميني الإسرائيلي بقيادة نتنياهو بالراحة تجاه فشل بدء المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين مرة أخرى، وذلك لأن نصف أعضاء الحكومة الإسرائيلية لا يقبلون بحقيقة أنهم يحتلون أرضاً ليست لهم. كما أن القادة الفلسطينيين الذين يعترفون بإسرائيل فإنهم يترددون في الوفاء بوعودهم بالاستقالة حتى لا يفقدوا نفوذهم السياسي.. أما الولاياتالمتحدة فلا تريد تحديد موعد دفن عملية السلام، لأن الاعتراف بموتها سيعني ضرورة فحص الجهود التي بذلت على مدى 18 عاماً دون جدوى، وهذا آخر شيء يريد فعله رئيس يطمح إلى الحصول على فترة رئاسية ثانية. بذلك يكون الجزء الأساسي في إستراتيجية الرئيس أوباما الخاصة بسلام الشرق الأوسط قد انتهى، لأنه استنفد رأس ماله السياسي، لكنه يريد الاحتفاظ ببعض "الفكة" في جيبه.. ومن جانبها ستستمر إسرائيل في فرض واقع الدولة الواحدة القائمة على سياسة الفصل بين العرب واليهود، في حين ستستمر القيادة الفلسطينية في ضعفها وانقسامها. أما القوى التي تؤمن بأن إسرائيل تقدِّم تنازلات فقط تحت الضغط العسكري، مثل حركة حماس، ستجد آذاناً صاغية وهذا سيجلب النزاع القادم سواء في صورة حرب أو انتفاضة ثالثة. هناك خطوات يمكن أن تغيِّر الوضع، كانسحاب حزب العمل من الحكومة مثلاً، وإذا كان رئيسه إيهود باراك محقاً حين صرح بأن هناك تناقضاً بين هيكلية الحكومة الحالية وإمكانية التوصل إلى حل سلمي، فهذا يتطلب من حزب العمل أن ينسحب من الائتلاف الحكومي.