أشارت معلومات متداولة في واشنطن إلى أن الرئيس باراك أوباما يعتزم إجراء تعديلات جوهرية في طاقم البيت الأبيض الشهر المقبل بداية من تعيين مدير حملته السابق ديفيد بلوف مسؤولا عن صلات الرئيس الإعلامية وشرح أهداف الإدارة لأجهزة الإعلام. وجاء ذلك بعد إقرار الرئيس بأن أسلوب رئيس الطاقم السابق رام ايمانويل تسبب في فوضى تنظيمية شاملة في "آلة" البيت الأبيض المحيطة بالرئيس إذ لم يعد أحد يعرف من المسؤول عن ماذا. وسوف يغادر البيت الأبيض المستشار الأقرب للرئيس ديفيد آكسلرود مطلع فبراير المقبل للتفرغ من أجل إدارة حملة الرئيس الانتخابية المقبلة فيما ستبقى فاليري جاريت في منصبها كمستشارة أساسية للشؤون المحلية. وفيما تتجه المؤشرات إلى تأكيد أن البيت الأبيض دخل مرحلة الإعداد الجاد لحملة الانتخابات الرئاسية المقبلة فإن هناك قلقا متزايدا بين أفراد فريق الرئيس حول مدى الصعوبة التي ستواجهها تلك الحملة في ضوء تبدل المناخ السياسي في الولاياتالمتحدة. فضلا عن ذلك فإن هناك قلقا بين جناح واسع من الديموقراطيين حول احتمالات خسارة الحزب لتلك المعركة إذا ما كان أوباما هو مرشحه في السباق. وتتهيأ "المجموعة الانتخابية" للرئيس التي سيقودها آكسلرود لجمع مليار دولار من التبرعات لدعم الحملة وهو رقم لم يسبق تسجيله في تاريخ الانتخابات الأميركية. وقد التقى الرئيس الأسبوع الماضي بعدد من أبرز مديري الشركات الكبرى وكبار الممولين الأميركيين بدعوى بحث وسائل التعجيل في الخروج من الأزمة الاقتصادية بينما كان الهدف غير المعلن للقاء هو توثيق العلاقة مع عدد من رموز وول ستريت وعالم المال والأعمال في الولاياتالمتحدة. وفيما يتصل بقلق الديمقراطيين من خسارة الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة فإن بعض المنظمات المحلية للحزب تدعو الآن لإجراء انتخابات تمهيدية عام 2012 لاختيار أسماء البطاقة الديمقراطية في السباق الرئاسي أي اشراك قواعد الحزب في اختيار المرشح الذي سيحمل رايته في السباق. ويعد هذا الإجراء غير مألوف في الحالات التي يعرب فيها رئيس يشغل البيت الأبيض عن رغبته في خوض المعركة للحصول على فترة رئاسية ثانية. فالمعتاد أن ينصاع الحزب بصورة آلية لطلب الرئيس وأن يلغي الانتخابات التمهيدية على أساس أن الرئيس الجالس هو مرشح الحزب آليا. إلا أن تلك الدعوة لم تلق بعد قبولا واسعا يكفي لتوقع أن تتحول إلى موقف عام للديموقراطيين. وقد أدت صفقة الإبقاء على إعفاءات الرئيس جورج بوش الضريبية الأخيرة التي توصل إليها الرئيس مع الجمهوريين في الكونجرس إلى انسلاخ المزيد من الديموقراطيين عن دعم الرئيس لاسيما في اتحادات العمال وبعض الاتحادات المهنية ذات الطابع الليبرالي. وإذا ما حدثت خيبات أمل جديدة للديمقراطيين في الشهور المقبلة فإن من المحتمل أن يتفق الحزب على إجراء انتخابات تمهيدية على نحو يفتح الباب نحو هزيمة أوباما على أيدي حزبه وليس على أيدي الجمهوريين واختيار مرشح جديد للحزب الديموقراطي في سابقة لم تحدث خلال عقود طويلة.