تمكّنت سيدات في مدينة بريدة من بلوغ مكانة مرموقة لدى رواد المهرجانات المختصة بالتراث الشعبي، خاصة المعنية بالأكلات الشعبية، كمهرجان الكليجا الذي يقام سنويا في مدينة بريدة، إذ استطاعت عدد منهن، وخلال امتهانهن صناعة الوجبة الشعبية المشهورة «الكليجا»، أن يكن رائدات من رواد المنتج الشعبي الذي تمتاز به منطقة القصيم، وتشتهر به كأكلة تقدم للضيوف. وانتقلت شهرة هذه الوجبات لتصل إلى البلدان العربية والأوربية والأميركية، خلال الطلبات الخاصة التي تطلبها الشركات والمصانع في دول الخليج العربي، كما كان للطلاب السعوديين المبتعثين دورهم في إيصال «الكليجا» إلى أوربا وأميركا، حينما تصل طلباتهم من سيدات بريدة المشهورات بصناعة الكليجا، مما جعل أسماءهن تروج في أوساط الجامعات هناك.
رزقا طيبا قالت أم عبدالله، المشاركة في مهرجان الكليجا الحالي المقام في ميدان الملك خالد بمدينة بريدة، إن صناعة الكليجا تدر عليها وأسرتها رزقا طيبا، حتى إنها علّمت بناتها اللاتي بتن يساعدنها في عمل الكليجا، وشكلن فريقا نال الإعجاب. وأضافت، إن منتجاتها من الكليجا انتقلت من القصيم إلى مناطق المملكة، بل تعدت حدود البلاد ليصل بعضا منها إلى دول الخليج، وكذلك أميركا، لتكون هدية للمبتعثين من الطلاب السعوديين هناك. وكشفت أم خالد أنها ترسل كميات كبيرة من الكليجا إلى لندن وباريس للطلاب هناك من المملكة ودول الخليج، وكذلك الجاليات العربية، خلال كميات جيدة ترسلها إليهم.
حفلات الزواج من جانبها، أوضحت أم أنس، أن منتجاتها من الكليجا باتت ماركة مسجلة، فالناس يتصلون بها ويطلبون كميات كبيرة، لا سيما في حفلات الزواج، إذ يحرص أهل العروس على تقديمها لأهل العريس حال وصولهم إلى قاعة العرس، بعد أن كانت عرفا في سنوات مضت بأن يهدي أهل العروس الكليجا لأهل العريس صبيحة ليلة الزفاف، مشيرة إلى أن الكليجا باتت وجبة أساسية مع الإفطار خاصة في فصل الشتاء.
المهرجانات التراثية بدورها، أشارت أم صالح إلى أهمية المهرجانات التراثية لمنتجي الكليجا، وقالت إنها شاركت في مهرجان الجنادرية لأكثر من 15 عاما، وكذلك مهرجان الكليجا العاشر الذي شاركت فيه منذ انطلاقته، مشيرة إلى أن المهرجانات تمثل نوافذ تسويقية جيدة، نظرا لأن زوارها متيمون بالمأكولات الشعبية، منها الكليجا.