أكثر من 1500 عام، هي الحقبة الزمنية التي سيجسدها مهرجان الساحل الشرقي لهذا العام، في نسخته السادسة، برعاية وحضور أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية الأمير سعود بن نايف، في ال 25 من رجب، وينظمه مجلس التنمية السياحية، وبإشراف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة الشرقية وعدد من الجهات الحكومية والخاصة، حيث تم بناء القرية التراثية التي ستستقبل أهالي وزوار المنطقة الشرقية على غرار تصاميم مباني ميناء العقير، والذي يعد واحداً من أقدم الموانئ التاريخية في العالم، ومازالت آثاره باقية حتى اليوم بمحافظة الأحساء. الهوية العمرانية يأتي تجسيد المهرجان لهذا الميناء التاريخي، جرياً على عادة المهرجان السنوية في استحضار معلم تاريخي من معالم المنطقة الشرقية في كل نسخة من نسخ المهرجان، بهدف تأصيل الهوية العمرانية للمنطقة، وتعزيز البعد الحضاري لمعالمها العريقة، خصوصاً تلك التي ترتبط بحياة البحارة وذاكرة البحر وحكاياته التي لا تشيخ. النسخة السادسة من جانبه أوضح مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني أمين مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية، المشرف العام على المهرجان المهندس عبداللطيف بن محمد البنيان أن اللجنة المنظمة تواصل استعداداتها، لإطلاق النسخة السادسة لواحد من أكبر المهرجانات على مستوى المنطقة، والذي ينتظر أن يتم إطلاقه في 25 من رجب الجاري، برعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز. ميناء العقير أشار البنيان إلى أن اختيار محاكاة ميناء العقير التاريخي في بناء القرية التراثية الرئيسية للمهرجان، جاء لأهمية هذا الميناء، والذي كان محطة هامة لحياة الآباء والأجداد، وتشهد على ذلك تلك المباني الأثرية، والتي لاتزال موجودة وشامخة لتتحدث عن نفسها بداية من مبنى الإمارة، ومبنى الجمارك، والفرضة، ومبنى الخان، والحصن والمسجد، وعين ماء، وبرج بوزهمول، وبقية الجزر، مشيراً إلى أن ميناء العقير عطفاً عن قدمه وعراقته، فإنه شكل أيضاً أهمية كبيرة خصوصا بعد دخول موحد المملكة الأحساء ليتحول هذا الميناء إلى نقطة هامة لقوات الدولة السعودية في ذلك الوقت، وفيها تلك المباني التي تعود إلى عصور قديمة ليكون هذا الميناء والمكان شاهدين على معاهدة العقير الشهيرة. البعد الحضاري أضاف البنيان، أن استحضار البعد الحضاري والتاريخي لمعالم المنطقة وهويتها الأثرية، يأتي بهدف تعليم الجيل الحالي من أبناء وبنات الوطن، بأصالة وعمق تراثهم وما كان عليه آباؤنا وأجدادنا في السابق، إضافة إلى تذكير الأجيال التي عاصرت جزءا من تلك الحضارات وتلك الحقبة الزمنية، بأنهم حاضرون بيننا دائماً وأن جهودهم تذكر وتشكر، وأننا لم ننس جهودهم في تشكيل ملحمة مملكتنا الغالية في ظل حكومتنا الرشيدة.